السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 27 عاماً، أصبت بصدمة في سن الرابعة جعلتني أخاف من كل شيء حولي، والسبب في ذلك مشكلة حصلت بين أبي وأمي فقام أبي بضرب أمي، وكنت ألعب حينها فسمعت صراخها، فذهبت لكي أرى ما يحدث فوجدتها ملقاة على الأرض وهو يضربها.
فلما أحس بوجودي تركها ورمقني بنظرة أرعبتني، فأحسست حينها أنه وحش حاد الطباع، ولم أُصدر حينها أي صوت وإنما انسحبت من الغرفة وجلست في الزاوية ولم أفعل شيئاً، وبقيت صامتة ولم أفهم ما حدث لي ولم أخبر أحداً بالأمر، وصرت أخاف من أبي خوفاً شديداً.
وعشت في تلك الحال حتى سن العشرين، ولم أتطور في عقلي، وبقيت في تلك السن أعاني من وهم الخوف، ولم أكن أفعل شيئاً في حياتي سوى الدراسة، ورغم كل ما حصل لم أرسب في دراستي، وكنت أحصل على نتائج مرضية.
ولم أكن أخاف من أبي فحسب، بل كنت أخاف من كل الناس وخاصة الرجال، وأصبحت لا أستطيع النظر في أعين الآخرين؛ لأني أشعر بخوف كبير، ولم تعد لي ردة فعل إذا حصل لي شيء، فإذا سقطت لا أصرخ، وإذا أُخذ مني شيء فإنني أبقى في مكاني ولا أفعل شيئاً.
وقد زرت طبيبة نفسية فحلت نصف المشكلة خلال سبع سنوات، ولم يعد الخوف كما كان، لكن المشكلة أني لا أستطيع أن أكلم الرجال وأرتعش في حضرتهم، وأصبحت أكره الكلام، وإذا كنت في الخارج أنتظر الحافلة وكأن هناك من يقابلني، فإنني لا أستطيع أن أقف دون أن أشعر بالقلق والخوف وينعدم التنفس، وهذا يؤثر على صحتي، وأعاني من الوهن العصبي من شدة هذا التوتر والتعب، ولم أعد قادرة على فعل شيء، وهناك من يريد خطبتي وأعجبني كثيراً لكن حالتي تمنعني من أن أفكر في هذه الأمور.
علماً بأني أقرأ القرآن وأصلي ولله الحمد، وهذا أعانني كثيراً، فأريد منكم أن تشرحوا لي حالتي وتعطوني حلاً لكي أتخلص من هذا الخوف، وما معنى أن نأخذ بالأسباب؟
وشكراً جزيلاً لكم.