الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج خلل في الموصلات العصبية للجنس

السؤال

السلام عليكم.

أشعر أن لدي خللاً بالموصلات العصبية الخاصة بالجنس بعد أن شفيت من الاكتئاب باستخدام اللوسترال والبروزاك، وقرأت بحثاً أن هذه حالة كثيرة الحدوث بعد العلاج بأدوية (Ssr) فما هو الدواء الذي يصلح هذا الخلل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Badr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فالحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة الشفاء من الاكتئاب، فالاكتئاب لاشك أنه مرض مزعج والإنسان الذي يصل إلى مرحلة الشفاء منه هذا لاشك أنه من نعم ومن فضل الله تعالى عليك وعلينا وعلى الناس أجمعين.

بالنسبة لأثر العقار لسترال (Lustral) أو العقار البروزاك (Prozac) أو مجموعة الأدوية التي تعرف باسم (Ssri) بالنسبة لأثرها على المعاشرة الزوجية، فإن هذه القضية حقيقة فيها الكثير من الاختلاف وكثير من الأخذ والرد، وأقول لك: هذه المجموعة من الأدوية تؤدي إلى تأخير القذف لدى بعض الرجال، وهذه وجدت كفعالية إيجابية في بعض الحالات خاصة بالنسبة للرجال الذين يعانون من سرعة القذف، وهنالك قلة قليلة من الرجال حوالي اثنين إلى أربعة بالمائة ربما تقل لديهم الرغبة الجنسية بتناول هذه الأدوية، خاصة إذا كانت الجرعة كبيرة، ولكني أعرف من الناس أيضاً من تحسن أداؤه الجنسي بعد تناول هذه الأدوية.

عموماً أنت لديك تجربة لا نستطيع أن نقلل من شأنها، ولكن نصيحتي لك هو ألا تجعل الأثر النفسي يطبق عليك؛ لأن الخوف من الفشل هو الذي يؤدي إلى الفشل فيما يخص المعاشرة الجنسية، وإذا أقنع الإنسان نفسه أن السبب هو الدواء فهذا لاشك هو أيضاً يؤدي إلى آثار سلبية.

فأرجو أن تتأمل في الحقائق العلمية السابقة، وأرجو أن تتذكر كما ذكرت لك – أن بعض الناس قد تحسن أداؤهم على هذه الأدوية، والذين أصيبوا بالعجز أو الضعف أو عدم الرغبة هم نسبة بسيطة جدّاً من اثنين إلى أربعة بالمائة، وأسأل الله ألا تكون أنت منهم.

عموماً يوجد عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) هو ينتمي لنفس هذه المجموعة، وهناك إجماع بين العلماء في علوم الصيدلة والطب النفسي أنه لا يؤثر سلباً على الأداء الجنسي، فما دمت أنت قد تحسنت فيمكنك أن تنتقل إلى الفافرين بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، وهذه الجرعة تعتبر كافية جدّاً ويمكن أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك تخفضها إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناولها.

هنالك بالطبع من الأطباء من ينصح باستعمال الأدوية المنشطة للجنس أو المعاشرة الجنسية ومنها عقار (سيالس Cialis) وعقار (فيجارا Viagra)، هذه الأدوية لا نرى هنالك مانع شرعي أو طبي من استعمالها تحت الإشراف الطبي إذا كان هنالك حاجة لها.

وجد أيضاً أن ممارسة الرياضة هي أمر مهم وضروري لتحسين الأداء الجنسي، فلابد أن تكون حريصاً على ذلك.

أنا أقول لك: إنه لا يوجد لك خلل بالموصلات العصبية، إنما هو أثر فسيولوجي بسيط مع أثر نفسي، وليس أكثر من ذلك.

سيكون أيضاً من الجميل أن ترفع من ثقافتك الجنسية وكذلك ثقافة زوجتك الجنسية فيما هو مشروع؛ لأن الجنس هو أخذ وعطاء، هذا أمر ضروري وهام، ونصيحتي لك – وهي ضرورية وهامة جدّاً – هي ألا تراقب أداءك الجنسي؛ لأن هذا من أكبر أسباب الفشل الجنسي، فإن المعاشرة هي أمر غريزي وطبيعي، وهذه الشهوة الحلال هي نعمة من نعم الله على بني البشر، وهذه الاتصالات والمعاشرة الجنسية بين الزوجين تتم في سكينة وفي ستر كامل، فيجب ألا يضع الإنسان نفسه تحت المراقبة الصارمة كأنه في امتحان؛ فكما ذكرت هذا من أكبر أسباب الفشل الجنسي كما هو مذكور في معظم المراجع الطبية النفسية المعتبرة ومن تجاربنا الخاصة المتواضعة.

بارك الله فيك، وأشكرك كثيراً، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً