الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن شخصيتي ضعيفة وأن دمي بارد

السؤال

أعاني الكثير من المشاكل النفسية، حيث أشعر أن شخصيتي ضعيفة، وأن دمي بارد، ولا أتكيف في المواقف الجديدة.

لدي قلة في الكلام، وقد كان أبي قاسياً معي في طفولتي، ومرضت بمرض فقر الدم، وتم تغيير دمي ثلاث مرات عندما كنت بعمر ثلاث سنوات، فما نصيحتكم؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا نظرت مليّاً لأيام طفولتك وهذه المعاناة التي عانيتها وأنك أصبت بنوع من فقر الدم أدى إلى تغيير الدم ثلاث مرات فيجب أن تحمد الله كثيراً أنك الآن تتمتع بصحة جيدة، ونحن نسعى دائماً لأن نذكر الناس بإيجابياتهم، وكل الذين يتحدثون عن الصعوبات وعن ضعف الشخصية وعن اللجوء إلى الاعتمادية وعدم التكيف مع المواقف اتضح أنهم ينسون أو يتناسون أو لا يأتي إلى مخيلتهم الجوانب الإيجابية في حياتهم.

الإنسان الذي يقيم نفسه بصورة صحيحة ومنصفة ومتجردة ولا يقسو على نفسه ولا يلجأ إلى التهوين أو التهويل سوف يجد أنه لديه صفات وميزات وسمات إيجابية كثيرة، ولكنَّه طغى عليه التفكير السلبي مما جعله لا يستوعب ولا يتذكر ولا يعيش هذه الإيجابيات الموجودة.

أرجوك أن تعيد تقييم نفسك، وسوف تجد أن لك جوانب قوة كثيرة، أنت تحدثت عن جوانب الضعف ولكنك لم تذكر لنا أي جانب قوة في شخصيتك أو في حياتك، ونحن الآن مهمتنا الأساسية هي أن نذكرك بأن تبحث أنت في مصادر القوة التي لديك لأنك أنت الذي سوف تغير ما بنفسك.

لماذا تتهم نفسك بأنك ضعيف الشخصية؟ وما هي مقاييس إثبات أن هذه الشخصية ضعيفة أو هذه الشخصية قوية؟ لا توجد مقاييس، وإنما هي مجرد اجتهادات وتخمينات واعتبارات ونتائج توصل لها البعض نتيجة لأحكام خاطئة، فلا تقع في هذه الأحكام الخاطئة.

من أفضل وسائل الشعور بقيمة النفس وتطوير ما نسميه بـ(الرضا الداخلي) هو أن يستفيد الإنسان من وقته الاستفادة القصوى والصحيحة بصورة منظمة، بمعنى أن يدير وقته إدارة صحيحة، وإدارة الوقت يجب أن نقسمها بين الواجبات التي تخصنا وبين الواجبات التي تخص الآخرين، بمعنى أننا نحدد الوسائل والطرق التي نتعامل بها مع الآخرين، فأرجو أن تقسم وقتك بأن تخصص وقتاً للراحة ووقتا للعمل ووقتا لممارسة الرياضة، ووقتا للعبادة، وإن كان الإنسان يمكن أن يعبد في كل لحظة؛ لأنه حتى إجادة العمل ومساعدة الآخرين ومجاملة الآخرين هي أيضاً عبادة، والتواصل الاجتماعي، الترويح عن الذات بما هو مشروع.

هذه كلها طرق لأن تطور فيها ذاتك وتشعر أنك لست بضعيف، ولكن هذا لا يتأتى إلا إذا أدرت الزمن بصورة صحيحة وبذلك تكون قد جعلت الزمن لا يديرك، إنما أنت الذي تديره.

يوجد في الدنيا أشخاص كثيرون يثقون في أنفسهم وهم محقون في ذلك، يرون أن شخصياتهم قوية وأن شخصياتهم إيجابية وأنهم فعالين ويفيدون أنفسهم والآخرين، فعليك أن تتخذ من هؤلاء قدوة وأن تتمثل بهم وأن تكون لك نوع من الغبطة تتمنى أن تصل إلى ما وصلوا إليه وهذا ليس بالصعب أبداً.

ابدأ الحياة بقوة ودع القلق، أسقط القلق وهذا الشعور عن نفسك، هذا هو الذي أود أن أنصحك به. قد تقول أن المرشد أو المعالج لم يعطني حلاً جذرياً لمشكلتي، ولكن أرجو أن تتفهم تماماً أن الذي قلته لك هو الحل، فحاول أن تطبقه بالتزام وبرغبة حقيقة في التغيير، والتغيير لا يأتي إلا من داخل الذات، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على وسائل تقوية الشخصية في الاستشارات التالية: (225512-239454-249371)، وختاماً نشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً