الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر التفرانيل في علاج الرهاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن جرعة التفرانيل هل هي مفيدة في علاج الرهاب الاجتماعي؟ وهل أستمر بالعلاج؟ علماً أني أستعمل التفرانيل من قبل ثلاثة أسابيع بمعدل 25 مليجراماً، قال لي الدكتور: ارفع الجرعة إلى 50 مليجراماً، ولكن كيف؟ هل آخذ حبة في الصباح وحبة في المساء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فإن عقار تفرانيل (Tofranil/ إمبرمين Imipramine) هو من أوائل الأدوية التي أثبتت فعاليتها في علاج الرهاب الاجتماعي، ويتميز بأنه أقل تكلفة من الأدوية الأخرى التي تستعمل في علاج الرهاب الاجتماعي، مثل عقار باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، أو عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline).

يعاب على التفرانيل فقط أن الإنسان قد يحتاج أن يتناوله في شكل جرعة متعددة، أي: مرتين أو ثلاث في اليوم، كما أن الجرعة العلاجية المطلوبة في بعض الناس يجب أن تصل إلى مائة وخمسين مليجراماً في اليوم على الأقل، وهذه الجرعة قد تسبب بعض الأعراض الجانبية مثل الشعور بالجفاف في الفم والإمساك وما شابه ذلك، ولكن - بفضل الله تعالى – هذه الأعراض الجانبية تكون قليلة جدّاً إذا بدأ الإنسان تناول الجرعة ورفعها بالتدرج، وما نصحك به الطبيب هو الصحيح.

فالذي أقوله لك هو أن تتناول التفرانيل خمسة وعشرين مليجراماً في الصباح وخمسة وعشرين مليجراماً في المساء، هذا أفضل، وتستمر على جرعة الخمسين مليجراماً (حبتين)، وإذا أحسست بفائدة منها بعد مضي أسبوعين أو ثلاثة استمر عليها، وإذا لم تحس بالفائدة المطلوبة فلا مانع من أن ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً (حبتين) ليلاً، وتتناول خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً لتصبح الجرعة خمسة وسبعين مليجراماً يومياً.

وحتى هذه الجرعة لا مانع أن تُرفع بعد شهر تقريباً إذا لم تجن الفائدة العلاجية الكاملة، وترفع إلى خمسين مليجراماً في الصباح، وخمسين مليجراماً في المساء.

هذه هي الطريقة التي يتم بها تناول التفرانيل، وهو علاج جيد ويتميز أيضاً بأنه قليل التكلفة.

لابد أن تكون أيضاً حريصاً على وسائل العلاج الأخرى، أي: العلاجات السلوكية والتي تقوم على مبدأ التعريض مع منع الاستجابة، أي: أن تعرض نفسك لمصدر الخوف والرهاب ولا تتجنب ذلك، وعليك أن تطور من مهاراتك الاجتماعية وأن تكون ثقتك في نفسك أفضل وأقوى، وذلك بنوع من التفكير البسيط جدّاً، وهو أن الآخرين ليسوا بأفضل منك وليسوا بأقوى منك وليسوا بأشجع منك.

وأرجو أيضاً أن تصحح من مفاهيمك، وهو أنه لا أحد يقوم بمراقبتك أو رصدك حين تكون في مواقف اجتماعية ولن تفشل ولن تفقد السيطرة على الموقف كما يعتقد البعض؛ لأن الكثير من مرضى الرهاب الاجتماعي يأتيهم الخوف والهموم بأنهم سوف يتلعثمون أمام الآخرين أو يرتعشون أو أنهم قد يفقدون السيطرة، وقد أتاني أخ من مدة قريبة وقال لي: يأتيه شعور أنه سوف يفقد عقله حين يكون في هذه المواقف الاجتماعية التي تتطلب المواجهة! وهذا بالطبع شعور ليس صحيحاً، فأرجو أن تصحح مفاهيمك إن كان لديك أيٌّ من هذه المفاهيم الخاطئة، وتناول الدواء، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً