الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلق الشعر أو تقصيره.. أيهما الأفضل؟

السؤال

أيهما أفضل: حلاقة شعر الرأس أم تقصيره؟ وما هي ضوابطه؟ وما رأيكم في حلاقة شعر الصدر؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك عدة اعتبارات للجواب عن هذا السؤال، منها الطبية والشخصية والشرعية، فأما الناحية الطبية فإن وجود الشعر على الرأس له أثر واق من الشمس وواق من البرد، أي أنه وجد له فائدة، ولولا هذه الفائدة لما خلقه الله تعالى، حيث قال جل في علاه: ((إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ))[القمر:49].

الحلاقة بشكل غير صحي قد تؤدي إلى التهاب جذور الأشعار، بعض الأمراض يجب حلاقة الشعر فيها، وبعض الأمراض يجب عدم حلاقة الشعر فيها، أما الشعر الطبيعي فأمره متروك لصاحبه وفق الضوابط التي وردت في هذه الإجابة.

ثانياً: الناحية الشخصية: لكل إنسان الحرية في اختيار الموديل اللائق به على ألا يكون في ذلك مخالفة للأعراف أو شرع الله، والتقصير عموماً هو الأقرب من قبل الناس للقبول من التحليق، وذلك حسب الشائع في الدول العربية والإسلامية إلا للحاج أو المعتمر، بينما الموضة الآن والشائع في الدول الغربية هو الحلاقة.

من المعروف أن المصاريف المالية للحصول على شعر صحي جميل وطويل هي مصاريف هائلة، وهناك من يعتبر الصلع - الذي يشبه التحليق إلى حد ما - أنه آفة وابتلاء لا يقدر عليه إلا أصحاب الإرادة القوية والصابرين؛ مما يعني أن أكثر الناس تعتبر الشعر من مظاهر الجمال، وأن فقدانه هو من من مظاهر الحرمان.

أما من الناحية الشرعية فلابد من الرجوع فيه للعلماء، ولكن يجب ألا يكون هناك تشبها بقوم معينين عند الحلق أو التقصير؛ لأنه من تشبه بقوم كان منهم، خاصة إن كانوا مشهورين بمعاداتهم للمسلمين، وأجر المحلقين عند التحلل أكبر من أجر المقصرين.

أما من ناحية حلاقة شعر الصدر فالأولى أن لا يحلق إلا لسبب مثل التهاب الجلد الدهني أو الصدفية أو وجود مرض أو لسهولة دهن الدواء، وأما في حالات الكثافة غير الطبيعية والمزعجة فلا بأس بتخفيفه.

أما في الحالات الطبيعية ووجوده بكثافة معقولة، وعدم وجود أمراض مصاحبة، فترك حلاقته أولى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً