الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البدائل الرخيصة للسيروكسات والسيبرالكس في علاج الرهاب وجرعتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الرهاب الاجتماعي والخوف، وقد استخدمت حبوب سبرالكس فتحسنت عليها ولكن سعرها مكلف، فما رأيكم بحبوب أنفرانيل؟ وما هي الجرعة الصحيحة؟ وإذا كان هناك حبوب غيرها بسعر مناسب فأرجو ذكرها.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإننا سعداء أن نسمع أنك قد تحسنت من حالة الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه، وأتفق معك أن عقار السبرالكس والأدوية المشابهة مكلفة بعض الشيء، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وأقول لك: إن البدائل موجودة.

أولاً: عليك أن تبحث إذا كان هنالك نوع تجاري من السبرالكس، واسمه العلمي (استالوبرام Escitalopram)، وأنا لستُ متأكداً إذا كانت هنالك أنواع تجارية متوافرة بالمملكة العربية السعودية أم لا، ولكني أعرف الكثير من الدول مثل مصر والسودان - وغيرها من الدول - توجد بها أنواع تجارية من هذا الدواء، وهي رخيصة الثمن جدّاً، وفي نفس الوقت نستطيع أن نقول: إن فعاليتها حوالي ثمانين إلى تسعين بالمائة من فعالية الدواء الأصلي. هذا هو المقترح الأول.

أما المقترح الثاني فهو من الأدوية القديمة، ليس الأنفرانيل مع أنه عقار جيد، ولكن عقار يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (إمبرمين Imipramine)، هو الذي يفيد أكثر في علاج الرهاب الاجتماعي، والدراسات تشير أن التفرانيل يقلل الرهاب الاجتماعي بنسبة كبيرة، خاصة إذا طُبقت معه العلاجات السلوكية التي تقوم على المواجهة وعدم تجنب مصدر الخوف.

بالنسبة لجرعة التفرانيل هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراماً يومياً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة خمسة وعشرين مليجراماً كل أسبوع حتى تصل إلى جرعة مائة مليجرام في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية في مثل حالتك.

يمكن أن تتناول الجرعة بمعدل خمسين مليجراماً صباحاً وخمسين مليجراماً مساءً، وكما ذكرت لك ابدأ بخمسة وعشرين مليجراماً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعلها خمسين مليجراماً يومياً في الأسبوع الثاني، وفي الأسبوع الثالث تكون الجرعة خمسة وسبعين مليجراماً، وحين تصل لهذه الجرعة تناول خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً وخمسين مليجراماً مساءً، ثم بعد ذلك ارفعها إلى مائة مليجرام، وتناولها خمسين مليجراماً صباحاً وخمسين مليجراماً مساءً، وهناك من يفضل تناول خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً وخمسة وعشرين مليجراماً ظهراً وخمسة وعشرين مليجراماً ليلاً.

عموماً هناك مرونة كبيرة في الطريقة التي تتناول بها الجرعة اليومية، فقط المهم هو أن تكون هذه الجرعة مائة مليجرام.

يجب أن تستمر على هذه الجرعة التي ذكرتها لك لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبداً، بعد ذلك ابدأ في تخفيض الجرعة بأن تسحب خمسة وعشرين مليجراماً كل ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

التفرانيل دواء سليم، وفي مثل عمرك لا تظهر الآثار الجانبية التي يسببها لكبار السن، ومن آثاره هو أنه قد يؤدي إلى جفاف في الحلق، وقد يؤدي إلى ثقل في العينين، وبعض الطشاش المؤقت في النظر، كما أنه قد يؤدي إلى إمساك، والبعض قد يشعر بالتعرق الليلي أيضاً، وهذه الأعراض لا تحدث إذا بدأت الدواء بالصورة المتدرجة التي ذكرناها لك، كما أنها في مثل عمرك لا نشاهدها إلا ما ندر، إذن: التزم بالدواء بالصورة التي ذكرتها لك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

الأمر الآخر هو أن تحرص تماماً على العلاج السلوكي كما ذكرت لك، فحاول أن تحقر فكرة الرهاب والخوف الاجتماعي، واجعل لنفسك حضوراً اجتماعياً وتواصلا مع زملائك، وصل صلواتك الخمس في المسجد، واجلس دائماً في الصفوف الأمامية، ومارس الرياضة مثل كرة القدم مع أصدقائك وزملائك، وحين تقابل الناس انظر في وجوههم ولا تتجنبهم، وحاول ألا تستعمل اللغة الجسدية مثل لغة اليدين حين تتحدث، وإن شاء الله تعالى بتناولك للدواء وتطبيقك لهذه التعليمات السلوكية البسيطة سوف تجد أن الرهاب قد زال عنك تماماً.

وختاماً: أرجو أن تكرس جهدك لدراستك، وأسأل الله لك النجاح والتوفيق، ونشكرك على تواصلك مع موقعك (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً