الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات الزوجة المسلمة

السؤال

السلام عليكم ولرحمة الله وبركاته.

منذ سنتين أحب فتاة من نسج خيالي، متكاملة الأوصاف (تقريباً) كما أرغب فيها، وكلما أفكر فيها يدفعني شعور نحو الطاعة وبعداً عن المعصية، خاصة الشهوة، وأدعو الله كثيراً أن أجدها في الواقع وأتزوجها، فهل يعد هذا عبثاً لن يحدث ويجب أن لا أفكر فيه أو أتوقع حدوثه؟ وإن كان غير ذلك فما السبيل لتحقيقه؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطاعة لله والتوجه إليه سبحانه سبيل لتحقيق الأهداف والمآرب، وهنيئاً لك بعلو الهمة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ومن حق الإنسان أن يتطلع ويحلم ويفكر، وعليه قبل ذلك وبعد ذلك أن يفعل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب، ومن ثم يرضى بما يقدره من بيده الخير والصواب.

وقد أسعدني حرصك على العفة والصعود إلى القمة، وهذا عمل إيجابي، فإننا في الغالب نجد أن الشاب يطلب المعالي ولكنه لا يترفع بنفسه، فقد يطلب فتاة بلا عيوب، وهو مليء بالنقائص والعيوب، ولكنك -ولله الحمد- بدأت بنفسك، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك.

ولقد وجد في تاريخنا رسائل من الخلفاء للولاة يطلبون فيها مواصفات عالية في اختيار أشخاص مناسبين لبعض الوظائف، وخاصة القضاء، وكان المقصود منها أن يبحث الوالي عمن تنطبق عليه، فإن لم يجد كان عليه أن يختار الأقرب من تلك الصفات، وما قارب الشيء أُعطي حكمه، ومن هنا فنحن ننصحك عند الاختيار أن تبحث عن الفتاة التي كنت تحلم بها، ولأننا بشر فقد تضطر إلى بعض التنازلات؛ لأن الكمال محال، حتى قيل لمن طلب أوصافاً لا يمكن أن توجد: (أبشر فقد وجدناها لك، فلما قال: أين هي؟ قيل له: إنها الحور العين في الجنة).

ومع ذلك فأنا أقول لك سوف تجد في نساء الأمة كل ما تحلم به، وأنا أقول هذا الكلام عن قناعة؛ لأن المرأة المسلمة أقبلت على كتاب ربها وهدى نبيها وعادت إلى الحجاب والصواب بقوة وعزيمة، فوُجدت أعداد كبيرة تجمع بين جمال الظاهر والباطن، والمسلم يبدأ في اختياره بالنظر إلى الدين والأخلاق، ولا مانع من أن ينظر إلى الجمال والحسب والنسب والمال، بعد ذلك ومع ذلك، وقد أحسن من قال:
ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا ** وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

والمسلم يجعل الدين هو الأساس، وماذا فقدت من وجدت الدين والأخلاق، وقد صدق من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره ** وما لكسر قناة الدين جبران.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأبشر فإن الله وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4] ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً