أصيبت زوجتي باكتئاب ما بعد الولادة، وأرجو منكم شرح وتوضيح للمرض وأسبابه، وهل مدة العلاج طويلة؟ مع العلم أنها أجرت عملية الصدمة الكهربائية، وتعالج بالأدوية التالية:
Riserdal 2 mg + تيغريتول 200 (كاربامازيبين)!
ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد نادر   حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،  وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك.

يكون حوالي 50% من النساء عرضة لعسر وتقلب في المزاج في الأسبوع الأول للولادة، وهذا ربما لا يلاحظ ولا يتطلب أي علاج، ولكن هنالك حوالي 2% يصبن باضطراب نفسي أو عقلي يتطلب العلاج والتدخل الطبي، ويعتبر الاكتئاب أو اكتئاب الهوس هو الأكثر شيوعاً، خاصةً مع الولادة الأولى.

هنالك عدة نظريات فيما يخص أسباب هذا المرض، وأهم هذه الأسباب هو الاضطرابات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة، خاصةً عند المرأة التي لديها استعدادا للاضطرابات النفسية، كما أن التعب المصاحب للولادة والأحداث الحياتية الأخرى ربما تلعب دوراً في ذلك، وفي بعض الحالات نلاحظ أن هنالك تاريخ أمراض مشابهة في الأسرة.

هذا المرض يتصف باضطرابات في النوم، واكتئاب شديد في المزاج أو انشراح مفرط، وربما توجد هلاوس أو أفكار اضطهادية خاطئة، ومن فضل الله تعالى أن هذا المرض يستجيب للعلاج بنسبة 90%، وفي أغلب الحالات تكون مدة العلاج بالنسبة للنوبة المرضية الأولى هي ثلاثة إلى ستة شهور، أما إذا أصيبت المريضة بانتكاسة مرضية أخرى أو ثانية فيجب أن لا تقل مدة العلاج الوقائي عن سنتين، كما أننا ننصح دائماً أن تكون هنالك مدة طويلة ما بين الحمل والآخر، كما أنه لابد من بداية العلاج مباشرة بعد الوضع، حتى وإن لم توجد أعراض، ويكون هذا العلاج لمدة ثلاثة أشهر.

تعتبر الجلسات الكهربائية من أنجع وأفضل العلاجات، ولكن لابد من مواصلة العلاج الدوائي، كما في حالة زوجتك، ويعتبر علاج تقرتول وريزبيريدال من العلاجات الفعالة والسليمة، وبالله التوفيق.