الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأهل حال عدم رضاهم عن الزوج لغير سبب شرعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا مغربية ومتزوجة من طبيب عراقي، ومقيمان بماليزيا، -والحمد لله- عندي بنت عمرها (4) أشهر، وزوجي يعاملني أحسن معاملة -ولله الحمد-.

المشكلة في عائلتي، ليست راضية عن زوجي؛ لأنه أكبر مني، وكان متزوجاً وطلق قبل زواجي منه، بالإضافة إلى أنه رفض أخذ قرض من البنك لشراء منزل.

من أجل هذا عندي مشاكل مع أهلي، وكل مرة أختلف مع أمي، وأنا لا أحب أن تغضب مني، وحتى زوجي يقول لي لا تغضبيها وخليها على راحتها.

للمعلوم: أمي مقيمة بالمغرب، وهي الآن عندنا للزيارة وراجعة -إن شاء الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لك بهذا الزوج الذي يرفض الربا ويدعوك لبر والدتك، وأرجو أن تعلمي أن طاعته مقدمة، فكيف إذا كان لا يأمرك إلا بالخير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك رشدك والسداد.

ولا يخفى عليك أن المهم هو إرضاء الله، وسوف يرضى الأهل غداً؛ لأن قلوبهم بيد الرحمن يقلبها كيف شاء، فاهتمي بطاعة الله وأكثري من اللجوء إليه، واعلمي أن طاعة الزوج من طاعة الله، كما أن الأشياء التي ذكرها الأهل بخصوص الزوج لا تؤثر على سعادتكم؛ لأن العبرة برضاك أنت، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، مع ضرورة أن تلتمسي لأهلك الأعذار، فإنهم يريدون لك الخير ولكنهم أخطئوا الطريق.

فأحسني معاملتهم واصبري عليهم، وأظهري لهم ما أنت فيه من السعادة، وإذا كانت الوالدة في زيارتك فأحسني معاملتها واصبري عليها واجتهدي في برها، ونحن سعداء بحكمة زوجك وحسن معاملته لك، وأسعد باعترافك بفضل الزوج، وهكذا تفعل الكريمات الصالحات، فهنيئاً له بك وهنيئاً لك به.

ولا يخفى عليك أن الأهل يريدون لابنتهم الخير، فهم يشكرون على تلك المشاعر، ولكن الصواب مع زوجك الذي يريد أن يبتعد عن الربا، وإذا استطاع الإنسان أن يسكن ولو بالإيجار حرصاً على الحلال فذلك خير كبير ونعمة من الله عظمى.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالاستمرار على طاعة الزوج والاعتراف بإيجابياته وإحسانه، وعليك ببر الوالدة واحتمالها، واعلمي أنك تستطيعين أن تنالي رضاها بسهولة؛ لأن قلب الوالدة رحيم، وإذا فعل الإنسان ما يرضىي الله فلا يضره غضب أحد من الناس، وشريعتنا تأمرك بالإحسان إليها، ولن يضرك بعد ذلك إذا غضبت بغير حق، ونحن مطالبون أن نصاحبهم بالمعروف حتى إذا أمرونا بالمعاصي، لكننا لا نطيعهم في معصية الله، قال تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، [لقمان:15]، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً