السؤال
منذ يومين وأنا أحس مثل الدوائر أسفل الرأس، في البداية كانت دائرة واحدة، وفي ثاني يوم زادت، وأحس بصداع في مقدمة الرأس، فما هذا المرض؟
منذ يومين وأنا أحس مثل الدوائر أسفل الرأس، في البداية كانت دائرة واحدة، وفي ثاني يوم زادت، وأحس بصداع في مقدمة الرأس، فما هذا المرض؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا ما يسمى بصداع التوتر (Tension headache) ويسمى أحياناً صداع الإجهاد، وهو أكثر أنواع الصداع انتشارا بين البالغين، ويصف المصاب بهذا النوع من الصداع بأنه أشبه بحزام ضاغط على الرأس أو بأنه عبارة عن ضيق أو ضغط مستمر، وغالباً ما يأتي في شكل رباط ضيق يحيط بالرأس -أي بشكل دائرة- وتتراوح شدته في أغلب الحالات بين خفيف إلى متوسط، وقد يكون شديداً لدى البعض، وقد تمتد فترة الصداع من نصف ساعة إلى عدة ساعات، وربما لأيام، ويبدأ عادة خفيفا ثم يتدرج في شدته، وأكثر ما يحدث في ساعات النهار، وقد لا يكون الألم ملحوظا إلا بالكاد أو حادا أو يقع بين هذا وذاك، وقد ترتفع شدته، والضيق الذي يسببه قد يجعل من العسير على المرء أن يغالبه النوم، غير أنه عادة لا يكون من الشدة بحيث يصيب المرء بالأرق.
إن الألم الناجم عن صداع التوتر يعد واحدا من أكثر الأعراض شيوعاً والتي يعاني منها الإنسان، ولا يعلم الأطباء سبب صداع التوتر، وهناك أناس كثيرون لا يعانون من نوبات صداع التوتر إلا بشكل متقطع، بينما يعاني منه آخرون بشكل يومي تقريباً أو مرتين أو أكثر أسبوعيا.
ليس هناك سبب واحد يعزى إليه صداع التوتر، وهو لا يتأثر بالعوامل الوراثية، غير أن بعض الأمور تزيد من صداع التوتر ومن ذلك:
- قلة الراحة وزيادة المجهود البدني والانشغال الذهني.
- الضغوط النفسية والذهنية (في الدراسة والامتحانات والعمل وغيرها).
- الجلوس والنوم بطريقة غير مريحة.
- التعرض لصعوبات اجتماعية أو عائلية أو وظيفية.
قد يترافق مع صداع التوتر أعراض أخرى مثل الإجهاد والكسل، وصعوبة النوم، والتوتر النفسي، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز، غير أن أهم ما يميز صداع التوتر هو خلو المريض من أية أعراض أو علامات عصبية، سواء كانت عابرة أو مزمنة، فلا يشكو المريض من ضعف العضلات أو من تأثر النظر أو من الخدر والتنميل في الأطراف أو من فقد الوعي أو غيرها، ولا يخلف أية آثار عصبية أو حركية على المريض ولا يعدو عن كونه صداعا في الرأس.
عادة ما ينشأ صداع التوتر مع منتصف العمر، ويستمر جيئة وذهابا لعدة سنوات، وهو يصيب الرجال والنساء بنسبة متساوية.
أما العلاج فإنه لا يوجد علاج قاطع لصداع التوتر، لكن الألم يمكن تسكينه بأدوية مسكنة تباع في الصيدليات، مثل الأسيتامينوفين والبروفين، كذلك تستجيب نوبات صداع التوتر للتدليك أو الدش الساخن أو البارد أو الاسترخاء.
والله الموفق.