السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خير الجزاء على الموقع الجميل، وأكثر الله من أمثالكم.
سؤالي لا أعلم له تفسيرًا محددًا، فقد كتبت النقاط الأساسية لما أشعر به في ورقة منذ فترة، على أمل أن أجد تفسيرًا وحلًا لمشاكلي.
باختصار: أشعر بخوف، وربما قلق، من ماذا؟ لا أعلم.
شعري أبيض رغم أنني في السادسة والعشرين من عمري، ومنذ عشر سنوات كنت أخاف أن أنظر إلى نفسي في المرآة، حتى قبل ظهور الشعر الأبيض، وكنت أكره صلاة الجمعة والاقتراب من المسجد، وكنت أتصور أن الأقمار الصناعية تراقبني، وكنت أتخيل نفسي وكأني ضابط شرطة، لم يكن حلمًا بل كنت أعتبره حقيقة، أو أقول (أوهامًا).
في تعاملاتي، أنا شخص جاد وصريح، ولكن بعدما التزمت دينيًا، بدأتُ أذهب إلى المسجد، وأصبحتُ أنظر في المرآة وأقول: "اللهم كما حسَّنت خَلقي فحسِّن خُلقي"، أمَّا عن الأقمار، فقلت لنفسي: "أنا لا أفعل شيئًا خاطئًا، فما المشكلة إن كانت هناك مراقبة؟".
وبدأتُ أصحح أفكاري، ومع ذلك، كنت أشعر أحيانًا وكأنني أتحول إلى روبوت، وإلى الآن أشعر أحيانًا بالتخشُّب، وأحسُّ أنني بلا إحساس، وكان ذلك يُعجبني في البداية، وكان الناس يحسدونني على هدوئي، وكنتُ أعتبر ذلك قوةً، ودائمًا ما كنتُ مبتسمًا حتى لقبوني بـ"المبتسم"، أمَّا الآن، فأصبحت شخصًا آخر، جادًّا وعنيدًا.
ولكن حاليًا، ربما يكون هناك توتر غير عادي، وأتظاهر بالثبات، ومع ذلك أشعر بصداع يجعلني كالتمثال، والغريب أن المدير في العمل قال مازحًا إنني أنقل إليهم الصداع، فبدأت أتساءل: هل هذا الصداع بسبب ضغط العمل كما يقولون، أم بسببي أنا، أم ربما بسبب سحر؟، علمًا بأني لا أعمل منذ ثلاثة أشهر، لكني سأبدأ عملًا جديدًا قريبًا بإذن الله.
أخي كذلك أصابته حالة مفاجئة من الهيجان، حتى إنه كان يضربنا ويكسر الأشياء، ويطلب أشياء غريبة، ثم عندما نحضرها له، يقول وكأنه لم يطلبها أصلًا.
أعود إلى حديثي، وأكمل: ربما المشكلة أنني أخسر أصدقائي، وكنت أقول لنفسي لا بأس، فقد كنت أظن أنهم يضيعون وقتي، وأنهم لا فائدة منهم.
لم يكن هذا غرورًا، لكن أصل المشكلة في نظري أن الصداقة تنقطع؛ لأنني لا أجد ما أقوله، وربما لأنني كنت أتكلف الحديث، أمَّا الآن فأحب أن أكون على طبيعتي، ومع ذلك لا زلت أرى أن قلة الأصدقاء أفضل لتوفير الوقت، ولهذا لدي عدد قليل منهم فقط، وربما تعودت على العزلة لأني بصراحة أريد أن أصبح شيئًا -بإذن الله-، لكن ما يضايقني أنني لا أفعل شيئًا، فأنا كسول، ومسوِّف، وربما مهمل.
حتى الآن أريد أن أحفظ القرآن، وأطور من نفسي، لكن عندي لامبالاة غريبة، وأشعر أن بإمكاني فعل أي شيء، فكل شيء يبدو سهلًا، مع أنني أقول لنفسي إني لا أملك وقتًا لأضيعه، إلَّا أنني أضيعه.
وزيادة على ذلك: أنا صريح جدًّا، وأقول رأيي دون مجاملات، أو ألتزم الصمت، ومنذ فترة بدأت أشعر بصداع شديد يوميًا، وكأن رأسي مشدود، مع تأثير على البصر، ويزداد عند التعرض للشمس.
ذهبت قبل ستة أشهر إلى طبيب أعصاب، وقال إنه يعتقد أنه صداع نصفي، وتابعت معه، وكنت أتناول دواء (إنديرال) و(اميجران)، ثم تفاجأت قبل يومين بأن والدتي أصبحت فجأة لا تتحمل أشعة الشمس.
تحليلي لتصرفاتها أنها متسلطة، وتهتم بنا بشكل مفرط، لدرجة تصيبني بالضيق، أمَّا والدي فهو العكس تمامًا، متساهل، وربما سلبي.
ثم ذهبت إلى طبيب عام آخر، وقال لي: "لا تفكِّر كثيرًا"، ووصف لي (بيتاسيرك 16) لمدة عشرة أيام، وبعدها قلت لنفسي: ستة أشهر زائد أسبوعان، ربما تكون أوهامًا، لذا تركت الأدوية، وقلت: أراقب تصرفاتي أفضل من أن أنساق وراء خيالات.
هذه هي القصة مع تحليلاتي، لكني بحاجة إلى مشورتكم، وبدون مجاملات، هل ما أعانيه مرض عضوي، أم نفسي، أم تفكير زائد، أم سحر، أم مجرد وهم؟
ملاحظة: أرجو الإطالة في التوضيح، وننتظر منكم المزيد.
بارك الله فيكم، وأعانكم على مثل هذه الاستشارات.