السؤال
أعاني من الشك بمن حولي والخوف عند مخالطتهم والخروج من البيت لوحدي، ودائماً أظن بغيري السوء، ماذا أفعل جزاكم الله للتخلص من هذه الأمراض؟ كيف يمكنني الحد منها؟
أعاني من الشك بمن حولي والخوف عند مخالطتهم والخروج من البيت لوحدي، ودائماً أظن بغيري السوء، ماذا أفعل جزاكم الله للتخلص من هذه الأمراض؟ كيف يمكنني الحد منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته وبعد
أقول للسائلة العزيزة: إن الشك من الظواهر الشائعة بين الناس وإن كان الكثيرون لا يفصحون عنها، ويمكن تقسيم الشك إلى ثلاثة انواع:
النوع الأول: الشك العادي أو المقبول وهو الذي يؤدي إلى حماية الشخص من الوقوع في بعض الأخطاء نتيجة لحسن الظن المفرط وعليه فإن الكل محتاج لدرجة بسيطة من الشك من أجل التأكد والتيقن من الأمور قبل الإقدام عليها.
النوع الثاني من الشك: هو الشك الملازم لشخصية الإنسان ويكون سمة من السمات الشخصية وهذا يؤدي في الغالب إلى الكثير من الإعاقات النفسية؛ لأن الشخص الذي يتصف مثل هذه الشخصية يجد صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي مع الناس حتى أقرب الناس إليه في كثير من الحالات.
النوع الثالث: هو الشك المرضي وفيه يصاب الإنسان بأوهام اضطهادية يعتقد الإنسان من خلالها إن الاخرين يريدون به الشر أو هنالك مكايد ومؤامرات تحاك ضده.
بالنسبة لحالتك ربما تكون شخصيتك تحمل صفات وسمات الشك ولم تصل بحمد الله للمرحلة المرضية لأنك مستبصرة بحالتك وتدري تماماً طبيعة العلة التي تعاني منها.
يتمثل العلاج بالخطوات الآتية:
1- يجب أن نحسن الظن بالآخرين وإن شاء الله تكونين مأجورة على ذلك.
2- حين تنتابك شكوك نحو أي إنسان يجب أن تستبدل وعلى الفور فكرة الشك بفكرة مخالفة لها تماماً، على سبيل المثال إذا اعتقدت أن شخصاً ما يتحدث عنك بالسوء فيجب أن تغيري تفكيرك مباشرة أن هذا الشخص ربما يتحدث عنك خيراً وتكرري هذه الجملة في تفكيرك عدة مرات.
3- عليك بالعمل الجاد لتكوين دائرة أصدقاء صغيرة حيث يمكنك من خلالها أن تبني الثقة في الاخرين ثم توسعي دائرة الصداقة.
4- عليك الدخول في نشاطات اجتماعية مثل ممارسة الرياضة الجماعية -الانضمام إلى الجمعيات الخيرية- حيث إن مثل هذا المحيط أو المجموعات تكون العلاقة فيها علاقة قائمة على المودة وحسن الظن ولا مجال للشك فيها.
5- بالنسبة للخوف من الخروج من البيت وحدك أرجو أن تحاولي فوراً بأن تخرج من البيت بمسافات قريبة أولاً من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم ثم يمكن أن تزيد هذه المسافات بالتدرج لأنه العلاج الاساسي للخوف مبنيا على المواجهة وعدم التجنب.
6- هنالك بعض العلاجات الدوائية المتمثلة في عقار يعرف باسم "استلازين "يساعد كثيراً في علاج الشك والمخاوف المصاحبة له. ويمكن أن تتناول هذا العقار بجرعة 2 مليجرام يومياً (كبسولة واحدة) ولكن يمكن تحتاج وصفة من أحد الأطباء النفسيين.
وختاما أود أن أقول لك إنك إذا اتبعت الإرشادات السابقة الذكر سوف يكون هناك تقدم كبير في حالتك وسوف تجد أن ثقتك بالناس بدأت تتحسن بدرجة كبيرة.
وبالله التوفيق.