السؤال
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمشكلتي هي أنني أتوب ولكن لا أجد في نفسي من حال التائبين شيئاً، فقد ابتليت بالعادة السرية لمدة كبيرة، ولطالما حاولت الابتعاد عنها غير أني كنت أضعف في النهايه، وهذه حالي حتى اليوم، لا أدري كيف أصف لكم حالي، فقد أصبحت أكره نفسي وأبغضها، بل ويعلم الله أني أحتقرها أيما احتقار.
بعد كل مرة أتوب وأعاهد الله على عدم العودة، ولكن لا أجد في نفسي من حال التائبين شيئاً فأنا أعاهد الله على عدم العودة ثم أكمل حياتي بشكل طبيعي، فلا ألم من الذنب ولا بكاء ولا همة عالية للعبادة، بل فتور وفتور وفتور، وأعلم أنه عقاب من الله على ذنبي، وهذا ما يخيفني ، فعين جافة وقلب كالصخر إن لم يكن أشد قسوة، لا أدري بم أصف حالي، أعلم أن الله غفور رحيم، ولكن لمن تاب حق التوبه، وأنا أخاف أن يكون الله قد أبغضني وختم على قلبي فلم أعد أحس بألم للمعصية.
وضعي الحالي لا يسمح لي بالزواج لأسباب كثيرة كما أنني لا أجد لي في هذا البلد الأوروبي على الدين معيناً، فأسرتي وللأسف يشكو الضلال من ضلالها، أما أنا فشاب ملتزم أحمد الله أن رزقني بالأخلاء الصالحين في بلدي الأصلي، وبعد إنهائي الدراسة الثانوية أتيت إلى هنا مكرهاً لدراسة الطب، أشعر أني بدأت أؤخر نفسي وأخاف أن يكون الله قد غضب علي، ومقتني لسوء عملي وإصراري على الذنب.
يعلم الله أنني أريد البعد عن هذا الذنب، ويعلم الله أنني أريد التوبة؛ أرجو الإجابة في أسرع وقت، فأنا في عذاب نفسي كبير.
أفتوني في أمري، وأعينوني على التوبة.
وجزاكم الله كل خير.