الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الارتباك والتلعثم في الكلام عند التحدث مع النساء والخوف مستقبلاً من الزواج

السؤال

أنا أعمل مهندساً، ولا أستطيع التحدث مع النساء؛ لأنني أحس بارتباك وتلعثم في الكلام، وأحس بعرق شديد، ولا أستطيع النقاش الجاد مع الناس، عندي تردد من القيام بأي عمل!

هل أستطيع الزواج أم لا؟ لأن لدي رهبة شديدة من الزواج، وأخاف أن أستخدم العلاج؛ لأنني أخاف أن تسوء حالتي جراء العلاج، على الرغم من أنني أمارس حياتي الطبيعية وبشكل جيد!

أرجو الرد عليّ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تعاني من درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي الظرفي، وهو نوع من القلق النفسي، وهذه حالة غالباً ما تكون مكتسبة، وهي من الحالات البسيطة، وإن سببت لك شيئاً من الإزعاج.

من أهم وسائل العلاج أن تحقر فكرة الخوف، وتخاطب نفسك داخلياً ولا تقبلها كنوع من المسلمات، قل لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ لماذا لا أتكلم مع النساء؟ المرأة هي أمي، هي أختي، هي خالتي) وهكذا.. وابدأ بأن تطرح بعض المواضيع النقاشية مع محارمك من النساء، هذا يجعلك تغيّر مفاهيمك، ويكوّن لديك توجهاً جديداً.

أما بالنسبة للزواج فليس هنالك ما يمنعك، فالإنسان يجد السكينة مع زوجته، والزواج هو أصلاً مودة ورحمة وسكينة، وحتى المعاشرة الزوجية تتم في ستر، أرجو أن تصحح هذه المفاهيم الخاطئة، وتعرف أن ما بك هو قائم على فكر مشوه كان القلق هو السبب فيه، وبتحقير هذا الفكر وعدم الالتفات إليه سوف تجد أن القلق والخوف قد قلّ كثيراً.

أما بالنسبة لغير المحارم من النساء فإذا كان هنالك ما يدعو للحديث معهنَّ في محيط العمل مثلاً، وحسب الضوابط الشرعية، فلا مانع من ذلك، فقط عليك أن تحقر الفكرة.

أنصحك أيضاً أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف الاجتماعية، من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويعرف تجارياً أيضاً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) وهو متوفر في العراق.

الجرعة التي تبدأ بها هي خمسون مليجراماً يومياً بعد الأكل، تناولها ليلاً، استمر عليها لمدة شهر، وبعد انقضاء هذه المدة ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم وفاعل كما ذكرت لك، وغير إدماني وغير تعودي.

أخي الكريم! تطوير المهارات الاجتماعية بصفة عامة يفيد، فأنت - بفضل الله تعالى - رجل تعمل مهندساً، وظيفة محترمة، حاول أن تطور نفسك مهنياً، وحاول أن ترفع من مستوى تواصلك الاجتماعي، وأكثر من الاطلاع والقراءة، ومن ممارسة الرياضة، وعليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، هذا كله فيه خير كثير لك أخي الكريم.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء يمكنك أيضاً أن تطبقها، فهي ذات فائدة كبيرة جدّاً لامتصاص القلق خاصة قلق الرهاب، ولتطبيق هذه التمارين يمكنك أن تتواصل مع أخصائي نفسي – وليس طبيباً نفسياً – حيث يمكن أن يدربك عليها، وإن لم يكن متاحاً فيمكنك أن تتصفح أحد المواقع على شبكة الإنترنت، وأدخل كلمة (تمارين الاسترخاء) وسوف تجد توجيهات وتعليمات كثيرة حيال هذه التمارين، فقط التزم بتطبيقها بالصورة الصحيحة وسوف تجد منها فائدة كبيرة جدّاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأنا سعيد أن أسمع أنك تمارس حياتك بصورة طبيعية، وإن شاء الله ما وجهناه لك من إرشاد أسأل الله أن ينفعك به، وأن يتم عليك نعمة الصحة والعافية، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً