السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي (أزهر)، عمري 19 عاما، حالتنا الاجتماعية متوسطة، لدي أخوات بنات، وهن في كليات قمة، ولي أخت توأم، وهي الآن في الجامعة.
البداية منذ أن كنت في الإعدادي كانت مدرساتي يعاملونني معاملة سيئة، ولأسباب بسيطة كتأخري، ولبس الحذاء مخالفا للزي، وغير ذلك، وقد كان هذا يؤثر علي نفسيتي كثيرا، وبرغم ذلك كنت أذهب إلى المدرسة، وأتغيب أحيانا، ولكن ما أن ذهبت إلى الصف الأول الثانوي، كنت أتغيب كثيرا لأتفه الأسباب، وأكره امتحانات الشهر، لأني لا أذاكر، وكنت أتغيب فيها واستمررت إلى امتحانات الفصل الأول ونجحت فيه.
أما في الفصل الثاني، فلم أذهب أبداً، ولم أحضر امتحانات آخر العام، ورسبت وانعزلت، ولم أذهب إلى المدرسة حتي الآن سوى أيام الامتحانات مخافة الرسوب، ومع أنني كنت لا أذاكر سوى أيام الامتحانات، ولكني -الحمد لله أنجح.
منذ سنة أخبرت أمي مديرتي بأني أتضايق من المعاملة الفظة، فتعهدت لها أن لن يضايقني أحد أبداً، وإن تأخرت، وفعلا كانوا يعاملونني معاملة حسنة في اليوم الذي كنت أذهب فيه، ولكني كنت أتغيب أيضا، فبالنسبة لي عاملوني حسنا أم لا، لم تعد هي المشكلة.
لا أذهب إلى المدرسة، ولا أخرج أبدا، وتمر شهور دون أن أتعدى عتبة بابنا لعدم رغبتي في رؤية أحد، ليس لدي أي أصدقاء، أجلس وحدي كثيرا، وإذا اتصلت بي إحدي زميلاتي للاطمئنان علي لا أرد عليها لعدم رغبتي في الحديث مع أحد، لا أزور أحدا من أقاربي، وإذا ذهبت عائلتي في إحدى المناسبات لا أذهب، وأظل وحدي في المنزل أنام 15 ساعة في اليوم، لا أستطيع أن أفعل شيئا مثل الاستحمام أو غير ذلك.
لا أصلي، ولا أذاكر ولا أذهب إلى الدروس، ولا إلى المدرسة لا أجد معنيً للحياة، لا أحب أن أرى زميلاتي لإحساسي بالنقص؛ لأني لا أذاكر، ولا أفعل شيئا مثلهم مع إني جميلة الشكل، ومحجبة ومحتشمة، فدائما يتكلمون وكأن الحياة رغدة جميلة خضراء، وأنا لا أرى ذلك، ولذلك لا أحب أن ألقاهم.
دائما أشعر بالضيق والملل والكآبة، أظل طوال اليوم دون أكل لعدم رغبتي فيه، وزني 39 ، ويقل عندما أتحدث مع إخوتي عن الأحلام، أشعر أن لدي أحلاما كثيرة أريد أن أحققها، ولكني لا أفعل شيئا.
أحيانا أجلس أمام التلفاز لأري مسلسلا، فتستيقظ أحلامي، ولكني لا أفعل شيئا سوي التخيل، فقد أجلس وحدي أتخيل أحلامي وقتا طويلا دون ملل، ودون أن أفعل شيئا، ليست لدي أي إرادة لفعل أي شيء حتى مجرد التنقل من مكان الى آخر داخل المنزل.
أشعر بالاكتئاب أحيانا وأحيانا أخرى لا، أتضايق كثيرا عندما أتذكر سني، وأختي التوأم وقد سبقتني، تنتابني نوبات اكتئاب، والفرق بين الأولي والثانية لا يتجاوز اليومين أو الثلاثة.
لم أفكر في الانتحار أبدا؛ لأن لدي أحلاما أريد أن أحققها، ولكن كيف، وأنا لا أرغب حتى في الاستيقاظ لأكثر من 9 ساعات؟ متقلبة المزاج دائما، ويغلب عليّ أوقات الاكتئاب.
فهل من حل لحالتي؟
وأعتذر عن الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.