الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الشعور بالتعب والغثيان والقيء رغم سلامة التحاليل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 30 سنة، أصبت بتقيؤ وتجشؤ وخوف وتعب واختناق وكتمة وضيق تنفس وشعور بالموت منذ سنوات، ثم عدت طبيعيا، لكن الحالة رجعت منذ سنتين وإلى الآن.

ذهبت إلى الطبيب، وعملت جميع الفحوصات من أشعة مقطعية على الرأس والبطن، وأشعة x ray على الصدر، ومنظار المعدة والقولون قبل سنة، وتحليل الغدة الدرقية والكظرية والدرن ودرجات الرئة، وتحليل شامل مع تخطيط للقلب، وكانت النتائج سليمة.

كل يومين أشعر بخوف وغثيان وألم في البطن واختناق وتعب من أي جهد، ولا أعرف سبب كل ذلك، علما أني أراجع المستشفى وتكون النتائج سليمة، ونزل وزني 15 كلغ.

لا أخرج من البيت خوفا من أن تتطور حالتي، أصبحت لا أطيق التعب والغثيان، صرف لي طبيب الجهاز الهضمي زيروكسات حبة يوميا لمدة شهرين، وقال: هذا أفضل دواء لحالتك، وإذا استفدت منه فتوقف عنه تدريجيا، لكني لم أتناوله حتى الآن، فأرجو شرح حالتي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

نحن نحرص كثيرًا للتأكد هل الحالة عضوية أم نفسية أم هي حالة مشتركة بين العضوية والنفسية؟ وحالتك هذه بدأت بتقيؤ وتجشُّؤٍ وهذا دليل أنه ربما يكون لديك شيء من عُسر الهضم مثلاً، أو تجمّع حوامض في المعدة، بعد أن حصل التقيؤ كتجربة مخيفة في حدِّ ذاتها دخلت فيما نعتبره نوعًا من نوبات الفزع أو الهرع.

إذًا الحالة بدأت كحالة عضوية، وانتهتْ كحالة نفسية، وبعد ذلك حدث لك ما نسميه بالارتباط الشرطي، بمعنى أنه: متى ما أتاك شيء من الشعور بالغثيان والتجشؤ مثلاً هذا يُحرِّك ذاكرتك القديمة والتي هي مُخزَّنة ومُشفَّرة داخل الدماغ، وتظهر لديك أعراض الاختناق والضيق، وهذه أعراض نفسية.

إذًا نعتبر حالتك حالة نفسوجسدية، ولا نعتبرها حالة خطيرة أبدًا – أخي الكريم – تجاهلها مهمّ، وعدم الاهتمام بها مهمّ، ومارسْ الرياضة وبعض التمارين الاسترخائية، وعقار (زيروكسات) الذي وصفه لك الطبيب عقار جيد، لأنه مُضادٌ لقلق المخاوف، خاصّة ذي الطابع الوسواسي، لكن يُفضّل أن تتناول هذا الدواء تحت إشراف طبيب نفسي، لأن الدواء له ضوابطه، هناك جرعة تمهيدية، وهناك جرعة علاجية، ثم الجرعة الوقائية، ولا بد أن يكون التوقف من الدواء (زيروكسات) متدرِّجًا جدًّا.

توجد أدوية بديلة مثل الـ (زولفت) والـ (سبرالكس)، أيضًا هي أدوية جيدة ومفيدة جدًّا في مثل حالتك هذه.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً