السؤال
كنت قبل الحظر بخير، وأحب أن ألتقي بالناس وأتعرف عليهم، كنت أعاني من سحر أصابني قبل ست سنوات، ظللت أكتم هذا الأمر، وقد أثر علي في كل حياتي، - الجامعة - البيت - تفكيري-، لأني كنت أعاني طول ال٦ أعوام من خوف وحزن وحمى وضيق، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على الممارسة الطبيعية.
في الجامعة أخفقت مرتين، وأعدت دراستهما، وفي كل مرة يغضب أبي، وكان ذلك صعباً عليّ، وفي المرة الأخيرة قررت أن لا أخبره، فأكملت نصف السنة بنجاح، وبعدها وفي فترة الحظر تغير كل شيء، كان أبي يراقبني- أين تذهب؟ ومن أين تأتي؟ وهذا أمر طبيعي، لكن علاقتي مع أبي كانت ضعيفة، وكان حاجزاً بالنسبة لي، فضعفت في هذه الفترة، ودخلت مع أبي في نقاشات، وأصبحت لا أتحدث كثيراً، كأني فقدت الرغبة بالحديث.
كنت أقول لنفسي: علي أن أقضي على شعوري بالفراغ الذي كان لدي، وشعوري تجاه أصدقائي لأريح أبي من ما لا يريده.
بعد ذلك تغير كل شيء، وأصبحت لا أدري لماذا أعيش؟ وماذا أفعل؟! حتى إني لا أستطيع الكلام كما في السابق، أو المشي مع الناس في الشارع، وحتى في الصلاة كان الذي يصلي بجانبي يشعر كأني أراقبه - لم يعد شعوري كما في السابق كأني فقدت شيئاً، وضللت طريقاً، وبدأت أبتعد عن الناس شيئاً فشيئاً، وعندما أقابل شخصاً كأن بيني وبينه حاجزاً، ولا أستطيع التصرف كما في السابق!