الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فعالية دواء البروزاك في معالجة الاكتئاب والوساوس، ومدى تسبب البروزاك في ارتفاع إنزيمات الكبد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد استخدمت الحبوب المنشطة لأكثر من عشر سنوات، بالإضافة للزيروكسات، وتوقفت عن الحبوب المنشطة، وذهبت لطبيب نفسي لكي أتخلص من السيروكسات، وبعد معاناة دامت ثلاث سنوات، وبعد سحب العلاج، تعبت كثيراً، أخبرني الطبيب بأن أستمر على الزيروكسات مدى الحياة، وأنا أحاول ترك الأدوية النفسية، الآن أستخدم بروزاك، ولي خمسة أسابيع، حبة صباحاً وحبتين مساءً 20 ملجرام، وتحسن الاكتئاب بفضل الله، ولكني أشعر بشيء من القلق أحياناً، خصوصاً إذا لم أنم بشكل جيد، فأحاول أن أتوارى عن الأنظار، خصوصاً المناسبات الاجتماعية لكي لا يأتيني قلق وارتباك.

فهل أستطيع أن أتخلص من الدواء النفسي، أم أظل طيلة حياتي آخذ الدواء؟ وهل البروزاك يزيد في ارتفاع إنزيمات الكبد؟ وهل استخدام الزاناكس عند الضرورة -مهما طالت المدة- لا ينصح به؟

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن البروزاك من الأدوية الممتازة لعلاج الاكتئاب النفسي، وكذلك لعلاج الوساوس والمخاوف، وهو دواء جيد لعلاج القلق، ولكنه في بعض الأحيان – خاصة مع بداية العلاج – قد يزيد قليلاً من نسبة القلق لدى بعض الناس، أنا لا أريدك أبداً أن تبني تصوراً سلبياً عن الدواء، حيث إنك قد قطعت شوطاً طويلاً في العلاج، ومن الواضح أن العائد الإيجابي كان عليك واضحاً بفضل الله، فهو كما ذكرت لك من الأدوية السليمة والفعالة، وهو لا يرفع إنزيمات الكبد إلا في حالات نادرة، وبصفة عامة يُعطى أيضاً حتى لمرضى الكبد، ولكن في مثل هذه الحالات - أي: حالة تواجد مرض في الكبد - نقوم بإعطاء جرعة صغيرة لا تتعدى العشرين مليجراماً في اليوم.

من المستحسن أن تقوم بإجراء فحوصات عامة مرة كل ستة أشهر، هذا من قبيل الحيطة، وهو أمر مرغوب، ولكني أرجع وأقول: إن البروزاك دواء سليم، وأنا أعرف من يتناولون هذا الدواء منذ عام 1988، أو العام الذي دخل فيه البروزاك أسواق الدواء، وبفضل الله تعالى لم تحدث لهم مشاكل أو صعوبات من هذا الدواء.

بالنسبة لاستخدام الزناكس، فلا أمانع أبداً من استخدامه، ولكن يجب أن يكون ذلك بحكمة وروية وانضباط، بمعنى أن استخدامه عند الضرورة يجب أن لا يتعدى مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، مع الأخذ في الاعتبار أن تكون الجرعة صغيرة.

هذا هو الذي أراه، ونصيحتي لك أيضاً هي: عليك دائماً الجأ لتعزيز هذا التحسن الذي أتاك بفضل الله أولاً، ثم باستعمال الدواء، حاول أن تعززه بالآليات السلوكية الأخرى، كإدارة الوقت بصورة جيدة، وممارسة الرياضة، والصلوات في وقتها، وتلاوة القرآن، والدعاء، والتواصل الاجتماعي، هذه لها قيمة علاجية كبيرة، وفوق ذلك لابد أن تبني صورة إيجابية دائماً عن نفسك، وحاول أن تتجاهل بل تحقر الأفكار السلبية والمشوهة عن الذات، وختاماً نشكر لك تواصلك معنا في استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً