الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة دواء (الزيروكسات) ببعض الأعراض النفسوجسدية، والارتباط بفتاة تعاني من حالة اكتئاب

السؤال

الأخ الفاضل / د. محمد عبد العليم حفظه الله.

أنا حسن، صاحب الاستشارة رقم ( 18008 )، أرجو أن تتذكرني، وأعول عليها، وأكمل منعاً للتكرار.

لقد تناولت (الزيروكسات) لمدة تزيد عن ثمانية أشهر، وأشعر بتحسن شديد ( ولله الحمد )، ولكن من وقت لآخر مع ضغوط الحياة يعاودني ألم بالكتف الأيمن من أعلى وأمام الكتف الأيمن، كما أشعر أحياناً بغصة في الحلق وبعض آلام القولون، ولكن بدرجة أقل بكثير مما كان عليه الأمر وعلى فترات، ولكنها يقيناً لم تنته، ولكن تفكيري ونظري للأمور تحسن كثيراً.

سؤالي الأول: هل هذه الأعراض النفسوجسدية إلى زوال مع استمرار (الزيروكسات)؟ أم بماذا تنصح؟

وسؤالي الثاني: إنني تقدمت لخطبة فتاة ونحن في فترة الخطبة علمت من أحد الأطباء أنها تعاني من بعض الاكتئاب بسبب عدم التكيف الاجتماعي، ولكنه ليس اكتئاباً عقلياً، وأنه وصف لها عقار ( إيفكسر ).

ما علمته جعلني أقلق من مستقبل تلك الخطبة، فأفدني أفادك الله، هل أرتبط بهذه الفتاة؟ هل من الممكن أن يكون ارتباطنا ومعيشتنا بعد الزواج علاجاً لكلينا على غرار ما تقومون به أنتم في علم النفس بملاقاة المرضى ببعضهم البعض وحواراتهم وجعلهم يتحاورون في مشاكلهم؟ أم أنه سيزيد الأمر تعقيداً ونصير أكثر اكتئاباً؟ لأنني سمعت أن الاكتئاب معد.

أرجو أن أكون قد نجحت في توصيل ما أقصده وأعنيه لسيادتك يا دكتور، وأن تعطيني الإجابة الشافية الكافية كما عهدناك، مع رجاء كتابة أسماء الأدوية باللغة الأنجليزية، وجزيت عنا خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا سعيد جداً أن أسمع أنك قد تحسنت بدرجة كبيرة، وهذا من فضل الله أولاً، ثم من التزامك واستمرارك على العلاج.

بالنسبة للإجابة عن سؤالك الأول، أرجو أن أؤكد لك أنه لا علاقة (للزيروكسات) بالأعراض الجسدية التي تنتابك من وقت لآخر، والذي أراه أن هذه الأعراض هي جزء من الحالة النفسية التي تعاني منها، وعليه أنصحك بالاستمرار على (الزيروكسات)، وسيكون من المرغوب فيه أيضاً أن تقوم بإجراء أو ممارسة تمارين رياضية؛ لأن ذلك سيساعد في علاج الآلام الجسدية المصاحبة للاكتئاب.

أما بالنسبة للإجابة على سؤالك الثاني بخصوص الفتاة التي تقدمت لخطبتها، فأولاً ليس من حق الطبيب – مع احترامي له – الإفصاح بأسرار أي مريض لأي جهة إلا بإذن من ذلك المريض، وما ذكره لك الطبيب من أنها تعاني من اكتئاب بسبب عدم التكيف الاجتماعي تعتبر هذه من الحالات الظرفية البسيطة، ولكن لابد من المزيد من الاستيضاح من الطبيب.

الذي أنصح به في مثل هذه الحالة أن تسأل خطيبتك بصورة مباشرة عن طبيعة الحالة التي تعاني منها، ومن ثم يمكنكما الذهاب إلى الطبيب الذي يعالجها لشرح الحالة بصورة أدق وأكثر تفصيلاً؛ لأن ذلك سوف يجعلك في موقف أفضل، من حيث الإلمام بالمعلومات الطبية حول الحالة النفسية لهذه الخطيبة، وإذا كان الموضوع فعلاً هو اكتئاب ناتج بسبب عدم القدرة على التكيف، فهذا يعتبر أمراً بسيطاً، ويستجيب غالباً للعلاج بصورة جيدة، ومن ثم لا أرى مانعاً في الإقدام على الزواج من هذه الفتاة.

أما بالنسبة للجزئية التي تقول أن المرضى الذين لديهم حالات متشابهة لا مانع من الالتقاء والزواج؛ لأن الحوارات التي سوف تحدث فيما بينهم تعتبر عاملاً علاجياً تدعيمياً، فهذه حقيقة بشرط ألا تكون الحالة الاكتئابية من النوع الشديد والمطبق.

أخيراً: أؤكد لك أن الاكتئاب غير معد، ولكن لا شك أن الإنسان إذا عاش في جو فيه كثير من الإحباط ربما يؤثر ذلك عليه.

وختاماً: نسأل الله لك التوفيق والسداد ولسائر المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً