الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعكر المزاج وعدم الرغبة في الجلوس مع أحد .. التوصيف والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أنا أعاني من اكتئاب شديد، وتعكر في المزاج، خاصة عندما أشعر بالفراغ، ولا أرغب بالتحدث مع أحد حتى أمي، فأشعر بالضيق من مجرد الكلام معها، أو الجلوس معها، ولا أطيق ذلك، أتصرف مع إخوتي الأصغر مني بطريقة عدوانية، وأصرخ كثيراً، هذه الحالة بدأت منذ بدأت أعرف نفسي.

شكوت الحال للطبيب وأعطاني علاجاً للاكتئاب (Fluoxetine 20mg) أتناول منه حبة قبل النوم، أشعر بأن هذا العلاج يجعلني متبلد الذهن، ولا أبالي بشيء، وأضحك وأمزح كثيراً من غير أدنى سبب، وإذا فعلت الغلط لا أشعر بتأنيب الضمير، وإذا تشاجرت مع أحد لا أشعر بالغضب، أشعر وكأني إنسان آخر.

مضى على استخدامي لهذا العلاج أكثر من عامين، فهل في ذلك ضرر؟ وبماذا تنصحونني؟
وجزاكم الله عنا ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأعراض التي ذكرتها، هي بالطبع تدل على أنك تعاني من درجة من الاكتئاب النفسي، لا نستطيع أن نصفها بالشديدة، ولكن نقول إن التفكير السلبي من جانبك، هو الذي جعل حجم الاكتئاب يتعاظم في نظرك، وأرى أنه أيضاً ربما تكون شخصيتك تربة خصبة لحدوث مثل هذا النوع من الاكتئاب؛ لأنك ربما تعاني من بعض الاضطراب في أبعاد شخصيتك؛ حيث إنك لا تتفاعل مع الأمور بالصورة التي تتطلبها المواقف المختلفة، وأنك لا تشعر بتأنيب الضمير.
لا زلت أنت في سن معقولة لأن تصبح شخصيتك أكثر نضوجاً، وهنالك خطوات لابد أن تتبعها:
أولاً: لابد أن تحس بكيانك ووجودك وفعاليتك.
ثانياً: لابد أن تحدد دوراً لك في هذه الحياة؛ الإنسان الذي يعيش بدون هدف وبدون دور، يجد نفسه يعيش في فراغ نفسي شديد، وهذا يؤدي إلى الإحباط، فكر في أن تكوِّن أسرة، فكر في أن تكون مبدعاً في عملك وأن تكتسب مهارات جديدة.
ثالثاً: عليك أن تكون ملتزماً بعباداتك وصلواتك، ويا حبذا لو وجدت مجموعة من الإخوة في المملكة المتحدة وكوّنتم مجموعة للتلاوة، وأنا أعرف أن الكثير من الإخوة في بريطانيا يتمسكون ويلتزمون بهذا الأمر، هذه الحلقات إن شاء الله فيها خير كثير، وهي ترفع من روح المعنوية للإنسان وتقوي من عزيمته، ويشعر من خلالها بالمساندة.

رابعاً: بالنسبة للفلوكستين أو البروزاك، هو من الأدوية الفعّالة والممتازة جدّاً، وهو من الأدوية السليمة، ويمكن للإنسان أن يأخذه لأكثر من عامين، ولكنَّ الذي أراه أنه بما أنك لم تستفد منه، يجب أن ترفع الجرعة إلى 40 مليجرام – أي كبسولتين في اليوم – وهذه الجرعة لا تعتبر جرعة كبيرة، واستمر على 40 مليجرام في اليوم، وإذا لم تتحسن بعد ثلاثة أشهر من هذه الزيادة، فلابد أن ينظر في أن تغير البروزاك.

هذا بالطبع بجانب أن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك سابقاً؛ لأن الدواء لوحده لا يفيد، نعم الدواء يساعد كثيراً ويجعل الإنسان يقف على رجليه تماماً، ولكن يكون المشي عليك أنت.
ولا قدر الله إذا لم تتحسن بعد ثلاثة أشهر – كما ذكرت لك – يمكن أن توقف البروزاك بالتدريج، أن تنقصه إلى كبسولة واحدة لمدة أسبوعين ثم توقفه، وبعد ذلك تبدأ مجموعة جديدة من الأدوية، والدواء المناسب في نظري بالنسبة لك هو العقار الذي يعرف باسم إيفيكسر، وجرعته هي 37.5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 75 مليجرام، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتواصل معنا لنرى كيفية ترتيب العلاج، وهذا إن شاء الله أمر سهل.
أسأل الله لك الشفاء، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً