الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيرة الفتاة في الموافقة على أحد الخاطبين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آبائي وإخواني الكرام بارك الله فيكم وجعلكم ممن شرفهم بنصرة الإسلام ومعونة أهله.

أنا كنت قد أرسلت استشارة ورقمها (19683) وسررت كثيراً بردكم، على الرغم من أنني انتظرته طويلاً ولكن أعرف وأقدر جهودكم، وأسأل الله أن يبارك لكم في أوقاتكم ويثيبكم.

وأريد المزيد من التوضيح لو سمحتم في عدة أمور منها:
أولاً: أنا أخبرت أهلي بكل شيء حدث بالتفصيل، وعن كلا الشابين، كانت تتحدث معي زميلتان لي في الكلية ومن خلالهما كان الكلام والرأي والرد يصل للطرف الآخر بعد أن أكون قد استشرت أهلي وأعلمتهم بكل شيء، فأنا أقدر معنى وجود ومعرفة الأهل في هذه المواضيع.
ثانياً: أريد نصحكم في موضوع البطاقة هل أهمله وأجعل الأولوية لوصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لا غير أم بماذا تنصحونني؟

ثالثاً: أريد إخباركم بأنني لا أشعر بأي شيء تجاه أحدهما من مشاعر، أعلم أن هذا ليس وقتها، إنما هو مجرد قبول مبدئي على الشكل مثلاً، وعلى ما أعلم من حال التزامه وأخلاقه كما نصحني به بعض الدكاترة في الكلية، أما الآخر فلا أشعر بارتياح ولا حتى قبول تجاهه، مع أنه في نفس الدرجة من حسن الخلق والالتزام، إلا أنني لا أتقبله نهائياً ودون وجود سبب.
رابعاً: هناك من أفراد أسرتي من يرفض الموضوع لأن بطاقته تختلف، حيث إنهم يقولون: إن الناس ستقول: إنه فيما إذا قسم الله وكان من نصيبي أنهم سيقولون: إنني أرتبط به لقلة العرسان، مع أنني والحمد لله على قدر من العلم والأدب والأخلاق، لا أقوله إعجاباً بنفسي بل هو ما عرف عني، فأنا على قدر من الجمال، وأخواتي يقولون بأنه يتمناني أي إنسان لجمالي، ويهملن ديني والتزامي، وكذلك فأنا أحب أن أرتبط بمن يعجبني وأرضاه لديني ودنياي، فليس المهم أن أكون كما يحب الطرف الآخر ويرضى، فلابد أن يعجبني هو أيضاً. أليس كذلك؟
خامساً: أحب أن آخذ رأيكم هنا كثيراً، فالشخص الأول مهتم بالموضوع كثيراً، ويود الارتباط بي قبل أن أرتبط بغيره، ولذا أفكر بالارتباط، على الرغم من أنه لا يزال طالباً فقط؛ لأنه رأى مني ما يسره في ديني، ونقابي، دون أن يرى شيئاً آخر.
أما الثاني فلا أراه مهتماً بالموضوع، فلا يسأل في كثيراً، وتتحدث معي الفتاة بعد الحين والحين فلا ترسيني على بر في موضوعه
هو يريد الزواج عندما كل من حوله يطلبون منه ذلك.

والسلام عليكم وحمة الله وبركاته.
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحمد الله الذي لم يخيب ظننا فيك، ونسأل الله أن يحقق لك ما يرضيك، وأن يقدر لك الخير ويعافيك، وزادك الله حرصاً، وكسر الله شوكة من يعادينا ويعاديك، وشكراً لك على وضوحك مع أهلك وخوفك من كل شيء يؤذيك.

وليس من المفيد الانقياد وراء كلام الناس؛ لأن رضاهم غاية لا تدرك، ولكن من المهم تناول القضية بصورة شاملة والنظر في العواقب والبدائل، والمسلمة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب فاعقليها ثم توكلي.

وقد أحسنت وصدقت فإن الشريعة تحرص على أن تكون للفتاة حكمة ورأي، فهي صاحبة المصلحة، وهي التي سوف تعيش وحدها مع الزوج، ومن هنا فإن المجاملات تكون آثارها سيئة، ومن حق الفتاة أن ترضى بمن يعجبها وليس بمن يعجب الناس.

ولا شك أن الذي يهتم ويبادر ويسأل ليس كمن ينتظر من يدفعه ويحركه، ولن يصعب على فتاة اختارت رجلاً لصلاحه أن تصبر معه وتصابر، ولا يخفى عليك أن المسلمة إذا لم يتبين لها الصواب، فإنها تصلي صلاة الاستخارة وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن تندم فتاة تستخير ربها وتستشير الصالحين من أرحامها والصالحات من المؤمنات، فتوكلي على الحي الذي لا يموت، واعلمي أن الله هو واهب الحياة والقوت، وكل نفس تستكمل رزقها وأجلها ثم تموت.
وأرجو أن أكرر لك شكرنا على اختيارك لموقعك، وأعلن لك سعادتنا بالحريصات على رعاية الآداب والأخلاق: و(ليس للمتحابين مثل النكاح)، وخير البر عاجله.
ونسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يغفر الذنوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً