الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف المستوى العلمي .. وتأثيره في قبول الخاطب أو رفضه

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي مؤخراً شاب ملتزم ذو أخلاق ودين، إلا أن هناك مشكلة تتمثل في المستوى التعليمي، فأنا لديّ إجازة في الإعلامية، أما هو فليس لديه شهادة البكالوريا، إضافة إلى أن مهنته ليست جيدة، ولا أقصد بذلك الدخل.

والمشكلة أني أخشى برفضي لهذا الشخص أن أُغضب الله ورسوله؛ لأن الأساس هو الأخلاق والدين، ومن ناحية أخرى أخشى على نفسي أن يكون الأمر عائقاً بيني وبين هذا الشاب، حيث في حالة الزواج أخشى أن أشعر بالكبرياء تجاهه ونحو ذلك، وحتى بعد صلاة الاستخارة لم تبين لي شيء، فبم تنصحوني؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rayanne حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأساس هو وجود الأخلاق والدين، وقد صدق من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران

كما أن المهم في الرجل بعد الدين والأخلاق هو القدرة على تحمل المسئوليات، وحسن التفاعل والتعامل مع الناس.

والإنسان لا يعيش بشهاداته ولكنه يسعد بحسن أدبه وبقدرته على التواصل مع المجتمع، ويستفيد بعض الناس من دراساته، ومن هنا فنحن ننصح بعدم الاستعجال في رفض الشاب، وأرجو أن تعرفي وجهه نظر أهلك فإنهم أحرص الناس على مصلحتك وخاصة الوالدان والأشقاء والمحارم، مع ضرورة أن يكون قد حصل توافق وتلاقٍ بين الأرواح فإنها جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

فإذا حصل لك ميل وارتياح عند رؤيته وحصل له مثل ذلك فهذا دليل على خير وتوافق، وعندها نستطيع أن نقول لا عبرة بما ورد من إشكالات إذا وجد التوافق، واعلموا أن الشهادات وغيرها ما هي إلا عوامل مساعدة، وفي المجتمع نماذج عاشوا السعادة رغم الفوارق العلمية والاجتماعية؛ لأن الحب لا يعرف هذه الفوارق ولا يعترف بتلك الحواجز.

ولا يخفى عليك أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى تركيز وإلى نظرة شاملة للموضوع وتأمل في البدائل المتاحة، قبل أن يقرر الإنسان قراره الأخير.

واعلمي أن الإسلام دين عظيم؛ ولذلك فهو يبني هذه العلاقة على الرضى والقبول، وتذكري بأن رحلة الحياة طويلة، وهذه العلاقة لا تنفع فيها المجاملات، ومن حق كل واحد من الطرفين أن يقبل أو يرفض ولكن ليس من حقه أن يسيء أو يقصر في حق الطرف الآخر، ودستور الحياة الزوجية إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا مانع من تكرار الاستخارة، ونسأل الله لك التوفيق والهداية، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً