الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تجاوز المخاوف على النفس والأهل؟

السؤال

السلام عليكم.

سيدة متزوجة وعندي ثلاثة أطفال، منذ فترة أحس نفسي غير طبيعية لأن الخوف متمكن مني، رغم أني أذكر الله وأعلم أن الله هو القادر على كل شيء.

أخاف على الأطفال كثيراً عندما نخرج معاً، نفسي لا ترتاح وخاصة في الأماكن الواسعة أخاف أن أفقد أحداً، أخاف من البقاء وحيدة وأخاف من أن يتركني زوجي، ودائماً عندي هواجس من المستقبل مخيفة، وشعور الخوف معي دائماً.

وشكراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم العيال  حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على رسالتك، هذه العلة التي تعانين منها هي نوع من المخاوف تعرف بـاسم ( أقروفوبيا ) وهي أحياناً تكون مصحوبة بالهرع أو الرهاب، هذه الحالة شائعة وسط كثير من الناس وهي في الغالب تكون متعلمة أو مكتسبة.

وأود أن أؤكد لك أن ما يعتريك من مخاوف لا يعني أبداً قلة في الإيمان أو ضعفاً في الشخصية، فمثل هذه الحالات تصيب البر والفاجر كما أنها لا تعني بأي حال من الأحوال أن من يعاني منها يتصف بالجبن.

علاج مثل حالتك يتطلب التعرض لمصدر المخاوف في الخيال أولاً، ثم في الحقيقة مع عدم الانسحاب من محيط المخاوف؛ وأن تظلي يومياً لوحدك أو في أماكن مفتوحة لمدة ساعة على الأقل دون وجود أي رفقة وذلك لمدة اثني عشر يوماً متواصلاً، وسوف تلاحظين أن مستوى القلق سوف يرتفع في الثلاثة أيام الأولى ثم يبدأ في الانخفاض بالتدرج إلى أن يختفي تماماً بعد اليوم الثامن.

يعتقد أن هنالك مكوناً بيولوجياً يتعلق بكيمياء الدماغ في مثل حالتك، ولذا من الضروري تناول بعض الأدوية، ومن هذه الأدوية العقار المعروف باسم (تفرانيل) يمكن أن تتعاطيه بمعدل 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بواقع 25 مليجرام كل أسبوعين حتى تصل لـ 100 مليجرام يومياً، هذا الدواء سليم وفعال وقليل التكلفة، ويعاب عليه فقط بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل الإمساك وجفاف الحلق وطشاش بسيط في العيون، ولكن كل هذه الآثار تختفي بعد فترة وجيزة من بداية العلاج، وتكون مدة العلاج لمدة ستة أشهر.

والدواء الآخر يعرف باسم ( بروزاك ) وهو لا يسبب آثاراً جانبية مزعجة ولكنه عالي التكلفة نسبياً، ويمكن تناوله بواقع 20 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين بعدها تكون الجرعة 40 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر. وقد وجد أن العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي السابق الذكر يحقق أطيب النتائج.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً