الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوج بامرأة لا تنجب وهي مريضة في بيت أهلها.. فماذا يفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

لقد تزوجت قبل خمسة شهور من فتاة متدينة ومن عائلة محترمة، وفي أثناء فترة الخطبة حدث مع زوجتي نزيف، حيث تبين بأن معها أليافاً في الرحم، ولقد أخبرتني بذلك وعرضت علي أن ننفصل، ولكني أخبرتها بأني سأكمل معها ونتزوج، وإن أدى وجود الألياف في الرحم إلى عدم الإنجاب سأتزوج عليها دون أن أطلقها، وقد وافقت هي على ذلك، مع العلم بأني لم أخبر أهلي بموضوع مرض زوجتي، وتم الزواج، وبعد فترة قصيرة من الدخول لا تتجاوز الأسبوع حدث مع زوجتي نزيف حاد، وتم إدخالها إلى المستشفى حيث أشار الطبيب إلى ضرورة إجراء عملية جراحية لاستئصال الألياف، وتمت هذه العملية، مما اضطرني إلى أن أخبر أهلي بالموضوع مع إقناعهم بأن استئصال الألياف لا يؤثر على الإنجاب، ولكن بعد أن قام المستشفى بزرع الألياف المستأصلة للتأكد من نوع الورم للأسف تبين بأن مع زوجتي سرطاناً في الرحم، ويجب استئصال الرحم للحفاظ على حياتها، وتم استشارة أكثر من طبيب، وجميعهم أكدوا على ضرورة استئصال الرحم، وفعلاً تم استئصال رحم زوجتي، وعندما علم أهلي بهذا الموضوع وخصوصاً والدتي بدأت تضغط علي بأن أنفصل عن زوجتي؛ لأنه ليس هناك أمل في الإنجاب منها، وحاولت أن أقنع والدتي بأني سأتزوج ولكن دون أن أطلق زوجتي، ولكن والدتي غير مقتنعة بمقدرتي على إعالة بيتين لأني موظف وراتبي بسيط، وأيضاً هنالك سبب آخر، وهو أن زوجتي حالياً تتعالج بالكيماوي، ومدة هذا العلاج طويلة تقريباً شهرين، وخلال هذه المدة هي بحاجة لرعاية فائقة، مما سيجبرها على المكوث في بيت أهلها، وبعد انقضاء هذه المدة سيتم إجراء فحوصات لها للتأكد من شفائها، وفي حالة عكس ذلك لا سمح الله سيتم إعطاؤها علاجاً كيماوياً كما هو الآن، وهكذا إلى أن تشفى بإذن الله تعالى.

ولكني أتعرض لضغوط كبيرة من عدة نواحٍ:
1- من الناحية النفسية: فأنا شاب كنت أطمح لحياة زوجية هادئة ومستقرة، وأن يرزقني الله الذرية الصالحة، ولكن حدث معي خلال الأسبوع الأول من الزواج ما ذكرته أعلاه، وأنا حالياً أعيش أعزب لأن زوجتي بحاجة للعلاج والبقاء في بيت أهلها.

2- من ناحية والدتي فهي دائماً تضغط علي بأن أطلق زوجتي ولا أبقى هكذا دون زوجة، وأن لا أضيع الوقت؛ لأنه ليس هناك من مبرر لاستمرار حياتي الزوجية، خصوصاً وأن زوجتي مريضة ومدة علاجها طويلة، وأنا لا أستطيع مادياً أن أنفق على بيتين.

3- من ناحية زوجتي فهي لا مانع عندها من الاستمرار معي في حالة زواجي، ولكن بشرط أن يكون لكل زوجة بيتها المستقل وحياتها الخاصة.

أرجوكم أن تنصحوني ماذا أفعل؟ فأنا من ناحية لا أريد أن أغضب والدتي ومن ناحية أخرى أريد أن أخفف عن زوجتي مصابها، ولا أريد أن أجعل مصيبتها مصيبتين في حالة طلاقها، ومن ناحية أخرى أنا أريد أن أتزوج ولكن الظروف المادية لا تسمح لي بأن أعيل بيتين، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يخلف عليك بخير الدنيا والآخرة، وأن يهديك ويصلح بالك ويسعدك في الدنيا والآخرة، ويشفي لك زوجتك أو يرزقك خيراً منها معها أو بدونها.

وبخصوص ما ورد برسالتك فبدايةً أقول لك: بارك الله فيك يا ابن الإنسانية والأخلاق والشهامة والواجب والذوق الرفيع.

وكم أتمنى أن نكون نحن جميعاً مثلك في هذا الموقف النبيل الرائع، وأرى أن تتوكل على الله وتبحث عن زوجةٍ صالحة، خاصة وأن زوجتك الآن في بيت زوجها، وتقيم عرساً بطريقة معقولة؛ حتى لا تجرح مشاعر زوجتك المريضة، وأفضل أن تخبرها بضغط والدتك عليك وإلحاحها بأن تتزوج، وأنك ستفعل ذلك طاعةً لها مع إبقائك عليها، وعدم التخلي عنها بأي حال من الأحوال.

أرى أن تبدأ بعرض الأمر عليها ثم تواصل البحث وإنهاء الزواج وهي ما زالت في بيت أهلها؛ لأن مشكلة البيتين الآن ستكون غير موجودة، فهي في بيت أهلها وأنت في بيتك مع زوجتك الجديدة، وهذا الذي أرى أن تشغل بالك به الآن، ولا تفكر في البيت الثاني حالياً؛ لأنك ونحن والجميع لا يدرون متى ستشفى زوجتك، فلا تضيع هذه الفرصة، وتزوج متوكلاً على الله، وعند شفاء زوجتك تماماً وصلاحها للحياة الزوجية ساعتها سيجعل الله لك ألف مخرج ومخرج؛ لأن مولاك بشرنا قائلاً : ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].

وكل امرأة تأتيك يأتي رزقها معها، ولا يلزم أن تخبر والدتك بنيتك هذه، واجعلها بينك وبين الله حتى لا تفقد أجرها ولا تتسبب في مشاكل أنت الآن في غنىً عنها.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق وسعة الرزق وسعادة الدنيا والآخرة، والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً