الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة أخ مدمن للمخدرات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السادة المستشارين الكرام .
لقد أتتني زميلة مقربة لي تشكو لي أن أخاها قد أدمن المخدرات - حمانا الله وإياكم- ومن ثم من الله عليه بالشفاء ولكن ما فهمته من كلامها أن هذه التجربة لم تقربه كثيراً من الله تعالى، ربما بسبب نفسيته المستاءة جداً وشعوره بكره الناس وابتعادهم، رغم أنه في أمس الحاجة إليهم، فقد يجعله ذلك لا يحسن التفكير، وما أريد الوصول إليه هو شعوري بواجب لكن لا أعرف كيف أقدمه، هل هناك من أشرطة قد يفيد إهداءها وتكون مؤثرة نافعة لا منفرة لمثل هذه الحالات، أم هناك نصيحة أو طريقة يمكن اتباعها لتكون فعالة مقنعة بفضل الله، أرجو سرعة الرد.

ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، كما يسرنا أن نتقدم إليك بخالص الشكر على حرصك واهتمامك بمشكلة زميلتك، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يثبت أخو زميلتك على التوبة، وأن يتقبل منه، وأن يبدله خيراً من أصدقائه القدامى، وأن يشرح له صدر من حوله.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه من الطبيعي جداً أن تظل الصورة المذمومة والمنفرة تلقي بظلالها على علاقات الناس وتصرفاتهم لمدة طويلة، على قدر المدة التي مارس الشخص فيها المعصية، إذ يصعب على الناس بين يوم وليلة نسيان الماضي لهم أو لغيرهم، فهذا التصرف يعتبر طبيعياً، خاصة وأن الجرم عظيم، والجهل بالشريعة متفشٍ بين الناس، والالتزام بضابط الولاء والبرء يحتاج إلى إعادة تفعيل، فيوصى الأخ الفاضل بأن لا يلقي بالاً لهذه النفرة أو تلك التصرفات، وأن يعذر الناس في مواقفهم تجاهه، وأن يعرف أن هذا شيءٌ طبيعي، وأنه رد فعل طبيعي، وأنه بمجرد أن يعود إلى ممارسة الحياة الطبيعية والاحتكاك الطبيعي بالناس خاصة في العمل والمساجد والمنتديات العامة سوف تزول هذه الإشكاليات تماماً إن شاء الله، فالمسألة إذن مسألة وقت لا أكثر، وكل الذي عليه ألا يلقي بالاً لهذه التصرفات، ولا يشغل نفسه بها، كما أوصيه بضرورة تغيير البيئة التي يعيش فيها، خاصة شلة الأصدقاء، وليبحث له عن صحبة صالحة جديدة لا تعرف ماضيه كثيراً، ويبدأ معها حياته، ويحرص على حضور مجالس العلم قدر استطاعته، ويستغل بعض وقته في قراءة سير السلف الصالح ليجدد نشاط نفسه، وليبعث فيها الهمة والنشاط لإدراك ركب الصالحين الأخيار، وعندكم بالمملكة عشرات التسجيلات الإسلامية خاصة التقوى، فإن بها مئات الآلاف من الأشرطة يمكنكم الاستعانة بها.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق، ولأخينا بالتوبة النصوح والسعادة التامة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً