الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لامرأة تطلب الزواج

السؤال

أريد أن أتزوج وأستر على نفسي، وأرجو أن تدلوني على أدعيه أو آيات تعجل أمر الزواج، وهل الزواج يدخل ضمن الأقدار ؟
لا تنسوني من دعائكم بالتوفيق لي بالزوج الصالح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العابدة الزاهدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يقدر لك الخير ويرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإن كل شيء في هذه الدنيا بقضاء وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراد الله، ولكل أجل كتاب، والسعيد من يرزق الرضا بقسمة الله، ويؤمن بقضائه وقدره، ولا تُفيد العجلة في شيء، والإنسان لا يدري أين يكون الخير بالنسبة له!

والله تبارك وتعالى يعين من يطلب العفاف، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، فاحرصي على طاعته وتقواه، فإنه تبارك وتعالى يقول: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]، ويقول سبحانه: ((ومن يتق الله يجعل له من آمره يسراً)) وأكثري من اللجوء إلى الله، فإن الدعاء والقضاء يتعالجان بين السماء والأرض، والله سبحانه حيٌ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردها صفراً، وما من مسلمٍ يدعو الله بدعوةٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدفع عنه من البلاء مثلها، وإما أن يدخر له من الأجر والثواب مثلها.

فحافظي على الحياء الذي رزقك الله إياه، وتجنبي مواطن الرجال، واعلمي أن طلاب الزواج يبحثون عن صاحبة الدين حتى ولو لم يكونوا من أهل الدين، وكفى بالصلاح شرفاً أن يلتصق به من ليس من أهله، وكثيرٌ من الشباب الذين يقيمون علاقات آثمة وصداقات مريبة يتنصلون عن صاحبة الهوى إذا أرادوا بناء أسرةٍ وبيت، وحتى لو حصل وأقاموا أسرة فإنها لا تنجح؛ لأن الشيطان يزرع الشكوك بين الطرفين حتى يحصل الفراق والعياذ بالله، فأقصر الطرق للحصول على الزوج هو الالتزام بآداب هذا الدين، والحرص على الحياء الذي يجعل الفتاة مطلوبة غالية لا طالبة ذليلة، وهكذا أرداها الإسلام مصونة مكرمة يسعى الرجال لخطبتها من أهلها بعد أن يقدموا براهين الرغبة ومهر الصدق وعبارات الولاء وكلمات الثناء لها وللأسرة التي جاءت بها إلى هذه الدنيا.

وحتى يأتي للإنسان رزقه وحظه فقد أمرتنا هذه الشريعة المباركة أن نلتزم العفاف، فقال تعالى: ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:33] وهذا بخلاف ما تظنه بعض الجاهلات من أن التبرج وإظهار المحاسن بالطواف في الأسواق والطرقات يمكن أن يسهل الحصول على زوج فتخسر دينها وسمعتها، ولن تُصبح بعد ذلك زوجةً لرجل واحد بعد أن عرضت مفاتنها لكل الناس، ولقد أحسن من قال:
إذا وقع الذباب على طعام ** رفعت يدي ونفسي تشتهيه

فحافظي على ما عندك من الحياء والخير، وتوجهي إلى من بيده الخير سبحانه، وهذه الرغبة في السترة دليلٌ على أن فيك بذرة الخير، والله سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه، وخير الدعاء ما كان بصدق وإلحاح وثقة في الله دون تكلف للألفاظ أو استخدام للسجع، فسبحان من وسع سمعه الأصوات.

نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يبلغك مقاصدك في طاعته، وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً