الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي قلقة ولم أجد الشخص المناسب للزواج به!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسالتي اجتماعية ونفسية للدكتور محمد عبدالعليم، نتمنى لكم التوفيق والسداد في كل خطوة تقدمونها من خير في مساعدة الآخرين، وأن يكون ذلك في ميزان حسناتكم، أرجو التكرم بالرد عليّ بصورة عاجلة جدًا.

أنا فتاة أبلغ من العمر ٣٨ سنة، موظفة، لقد مررت بتجارب في الوسواس القهري منذ أيام المراهقة إلى فترة الثلاثينيات، من مواجهة وسواس الفرج إلى الانتكاسة، مع وسواس الموت، ووسواس العنف.

لم أعلم بحالتي إلا بعد فترة -ولله الحمد- بعد الفهم واللجوء إلى الاستشارات، وأخذ بعض العقاقير نجحت بشكل كبير في تخطي المراحل، اكتشفت أني ذات شخصية قلقة وحساسة.

الآن صار لي أكثر من ٢٠ سنة من الدعاء بالزوج الصالح، وكان حلمي بتكوين أسرة وأكون زوجة صالحة وأمًا مثالية، كنت أرى نفسي بأنني سوف أنجح، ومع دخول الثلاثين كانت هناك أمور ومشاعر بين شد وجذب، وحلم وترقب، وفكر أحيانًا، وتسليم أحيانًا أخرى.

تقدم البعض، ولم أرهم مناسبين لي، حتى قبل سنتين، تقدم لي شاب عن طريق بعض النساء، لم أره إلا عن طريق صورة، آذيت نفسي بمحاولة أنه فرصة، ويجب الموافقة، ولكن لم يكن هناك أي قبول نفسي تجاهه، لا أعرفه، ولكنهم يقولون إنه شاب جيد.

كنت أعيش صراعًا مؤلمًا بين العقل والقلب، والواقع والخوف من ضياع الفرصة، وعدم الثقة بالنفس، كنت أدعو بالفرج حتى طلبت النظرة الشرعية، وهنا رفض بدواعي أنه لا يعرف المنطقة، ولا يعرفنا.

بالنسبة لي جاء الفرج، فرفضت، لا أندم على هذا القرار أبدًا؛ لأنني أعطيت فرصة لنفسي وحتى لا أظلمه، ولكن كانت هذه المرحلة كفيلة بأن تكون نقطة تحول في حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأشكرك على الثقة في الموقع، وفي شخصي الضعيف.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لديك تجارب مع الوسواس القهري، وأيضًا لديك تجارب إيجابية في كيفية التخلص منه، ورسالة مهمة جدًّا هي: ألَّا يتعايش الإنسان أبدًا مع الوسواس القهري، الوسواس يجب أن يُرفض، ويجب أن يتم تجاهله، وأنا أرى أن الاستعانة بالأدوية أو على الأقل بدواء واحد من الأدوية المفيدة هو أمرٌ مطلوب؛ لأن الجوانب البيولوجية كمسبّبات للوساوس أثبت الآن تمامًا -وبما لا يدع مجالاً للشك- أن الوسواس القهري في المقام الأول هو مرض طبي، يتعلّق بشيء من الاضطرابات في بعض الإفرازات الدماغية، والتي يصعب قياسها أثناء الحياة.

عمومًا: المبدأ هو أن يكون هنالك علاج، وأنا على قناعة تامة أنك تتفقين معي في هذا الأمر.

بالنسبة للزوج الصالح: الدعاء يجب أن يستمر - أيتها الفاضلة الكريمة - ومن المهم أيضًا أن تُعيدي النظر في شروطك بعض الشيء، طبعًا الشرط أن يكون الزوج رجلاً صالحًا؛ هذا طبعًا شرط لا تنازل عنه أبدًا، امتثالاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، أمَّا بقية الشروط فأعتقد أنه يمكن أن يكون هنالك شيء من التنازل فيها، وكثير من الزيجات لم تبدأ كزيجات جيدة، ولكنها استمرت كزيجات ناجحة جدًّا.

قرارك طبعًا سليم فيما يتعلق بهذا الشاب الذي تقدّم لك، ولم تتم النظرة الشرعية؛ لأنه هو الذي رفض، فقرارك قرار سليم، وليس هنالك ما تندمين عليه أبدًا، ودائمًا حاولي أن تستعيني بالاستخارة في مثل هذه الأمور.

وأنا أريدك حقيقةً أن تستثمري وقتك دائمًا؛ فاستثمار الوقت مهم، والتخلص من الفراغ الزمني والفراغ الذهني أيضًا مهم، والحقيقة أن هنالك الكثير والكثير جدًّا الذي يمكن أن يقوم به الإنسان.

أشكرك مرة أخرى على ثقتك في هذا الموقع، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً