الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالات الرهاب من التجمعات والسفر والأماكن المغلقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي عدة مشكلات؛ مما جعلني لا أمارس حياتي بشكل طبيعي، وأثّرتْ علي نفسياً واجتماعياً ودراسياً.

مشكلتي هي أنني لا أحب السفر، وأتفاداه، ولا أحب الأماكن التي فيها تجمعات، وأحس بخوف ورهبة من الذهاب إليها، ويأتيني أثناء الذهاب إليها خوف، وخفقان في القلب، وضيق في النفس، وغثيان كأنني سوف أسقط، وهذا بشكل دائم، حتى عندما أكون في محاضرات في الجامعة لا أرتاح عندما تكون القاعة ممتلئة، وأحس بخوف من أن تأتيني الحالة، حتى إنني أرهقت من هذا، وفكرت في الفصل الماضي أن أوقف الدراسة.

وأحياناً تأتيني حالةٌ غيرُ طبيعية حتى وأنا في البيت أو خارج البيت وهي خفقان أو سرعة في نبضات القلب، وخوف، ورجفة، وتعرق وخوف شديد، وكأني سوف أموت، وضيق في الصدر، وألم، علماً بأنني عملت أكثر من تخطيط للقلب وأشعة للصدر؛ وأكد جميع الأطباء سلامتي من أي مرض عضوي، علماً بأنني أشتكي من هذا من مدة طويلة، لكن هذه الأعراض زادت في الآونة الأخيرة.

وقد قرأت في أكثر من كتاب: أن بعض الأعراض التي تأتيني هي أعراض للرهاب الإجتماعي ونوبات الهلع.

أرجوك أن تجاوبني بسرعة؛ لأن الناس بدأوا يحسون بتغيرات في تصرفاتي، علماً بأنني لا أحب الخروج من المنزل، ولا السفر، حتى عندما يسافر أهلي أجلس وحيداً في البيت؛ خوفاً من أن تأتيني الحالة وأنا في السفر فيكتشفوا كم أنا ضعيف!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك هي فعلاً فيها من الرهاب الاجتماعي والهرع والخوف من الأماكن المنفتحة، وربما المغلقة أيضاً، وهذه تُعرف باسم Agrophobia أذروفوبيا، وعلاج هذه الحالات يا أخي أصبح الآن متوفراً جداً بفضل من الله.

العلاج الأول والمهم جداً هو أن تحاول أن تغير خارطة تفكيرك، وأن تبني علاقاتك مع العالم الخارجي على المواجهة وليس التجنب، وأود أن أؤكد لك أن شعورك بأنك سوف تسقط أو تُحرج أمام الآخرين ليس صحيحاً، وكي تساعد نفسك على هذه المواجهة لا بد أن تأخذ بعض الأدوية التي وُجد أنها فعالةٌ جداً لعلاج مثل هذه الحالات.

وهنالك مجموعة من الأدوية تُعرف باسم Ssris هي الأفضل في هذا السياق، وأفضل هذه المجموعة في العلاج لمثل حالتك دواء يعرف باسم زيروكسات Seroxat، وجرعته هي: تبدأ بنصف حبة يومياً ليلاً لمدة أسبوع، ثم يمكن أن تُزاد هذه الجرعة إلى حبةٍ كاملة، وبعد أسبوعين تكون حبة ونصف، وبعد أسبوعين آخرين تكون الجرعة حبتين في اليوم .

وتستمر على هذا الوضع لمدة شهرين، فإذا لم يحدث تحسن حقيقي فلا بأس من أن تجعل الجرعة ثلاث حبات في اليوم، ومدة العلاج يجب أن لا تقل عن ستة أشهر، وحين توقف هذا الدواء يجب أن يكون ذلك بالتدريج؛ بأن تقلل نصف حبة كل أسبوعين .
هذا الدواء دواء سليم وفعال، وآثاره الجانبية بسيطة، مثل زيادة بسيطة في الوزن.

أرجو أن أصف لك دواءً آخر ولكن لمدة قصيرة، حيث إن الاستمرار فيه ربما يؤدي إلى نوعٍ من التعود، وهذا الدواء يعرف باسم Xanax والجرعة هي ربع مليجراما صباح ومساء لمدة أربعة أيام، ثم نصف مليجراما مساء وربع مليجرام في الصباح لمدة أسبوعين آخرين، ثم تخفض بنسبة ربع مليجراما كل ثلاثة أيام، حتى توقفه بالكلية.

هنالك أدوية أخرى يمكن أن تفيد كثيراً في مثل هذه الحالات، منها عقار يعرف باسم بروزاك Prozac، وآخر يعرف باسم فافرين Faverin، وليسترال Lustral، ولكن الزيروكسات Seroxat هو أفضلها، كما ذكرت آنفاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً