الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تعرضت للخداع من شاب ضعيف الدين والشخصية

السؤال

لقد خُطبت من أحد الشباب، ولقد خدعني أنا وأسرتي، ففي البداية كان يمثل الأدب والاحترام، على الرغم من أني لاحظت أن أسرته مفككة، فوالدته مطلقة مرتين، ووالده متزوج أخرى، وقد طلق والدته، وزوجة والده مطلقة من آخر، وهي من نفس العائلة.

ولقد لاحظت أنه ضعيف الشخصية جداً أمام أسرته، وبالخصوص والدته، وهذا الحال لا ينطبق على أسرته فقط، بل على كل الأسرة، ولقد لاحظت هذا مرة بعد مرة، ولكني كنت قد أحببته.

وعلمت أيضاً أنه كاذب، ومخادع، ولا يقدر الحب، وأنه يخفي عني مقدار ما معه من مال؛ فتركته، ولكنه أهان أهلي، وتكلم علينا أسوأ الكلام، وأحيطك علماً أنه قد حدث بيننا أشياء تخدش الحياء.
أرجو الإفادة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فإن الإنسان عندما يريد أن يؤسس أسرة لابد أن يتثبت من دين الشريك الآخر، ويستخير الله، ويشاور الصالحين من عباد الله، ويجتهد في التعرف على أسرته والبيئة التي خرج منها.

وعلينا دائماً أن نتذكر أن الخطبة ما هي إلا وعدٌ بالزواج، وهي لا تبيح الخلوة بالرجل الخاطب ولا الخروج معه، وما يحدث من بعض الناس من التوسع في العلاقات العاطفية أمرٌ في غاية الخطورة، ولقد نتج عن هذا التهاون والتجاوز لحدود الله كثير من المشاكل والمفاسد، وفترة الخطوبة مرحلة يُظهر فيها كل طرف خلاف ما يبطن، ويجامل، ويتمسك حتى يتمكن، فإذا وصل إلى قصده السيئ وعبث بالأعراض آثر الهروب للبحث عن ضحيةٍ جديدة.

واحمدي الله كثيراً على نجاتك من هذا الرجل، وأرجو أن يكون في هذا الذي حصل دروس وعبر، والمؤمن لا يُلدغ من جحرٍ واحدٍ مرتين، فتوبي إلى الله واستري على نفسك، ولن يضرك ما حدث، وسوف ينتقم الله من كل ظالم، وليذهب غير مأسوفٍ عليه، فلن تنتفعي من رجل سيئ الأدب، ضعيف الشخصية، مخادع، ضعيف الدين.

وإذا جاء خاطب جديد فأرجو أن تنظري إلى دينه وأخلاقه لا إلى ماله وعقاره وهندامه، وإذا وُجد الدين فكل نقصٍ يمكن يعالجه الدين والصلاح، ولا فائدة في مال ولا حسبٍ ولا نسب إذا لم يكن معه خوفٌ من الله.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرزقنا جميعاً السداد والرشاد، وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً