الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على التحكم بالنفس مع وجود القلق والتوتر الشديدين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شابٌ أبلغ من العمر 23 سنة، بدأت مشكلاتي النفسية بعد أن انفصلت من الجامعة، مع أني لم أكن جاداً فيها؛ لأني أعاني من اللامبالاة.

لا أستطيع التحكم في نفسي ولا في تفكيري، وأعاني من قلق شديد وخوف، ولا أحس بالراحة إلا وقت النوم.
في البداية كان ينحصر تفكيري في أمور دينية، وكان يضايقني كثيراً وأكره نفسي فيه، لدرجة أني أحس أنني مذنب، وأن الله غاضبٌ علي، وأني كافر -أسأل الله المغفرة-، بعد ذلك عرفت كيف أتغلب على هذا التفكير، وكنت أحاول التجاهل، والحمد لله فقد تغلبت على هذه الحالة بعون الله، وبعد أسابيع قليلة رجعت الحالة مرةً أخرى ورجعت الوسوسة من جديد ولكن بشيء آخر، مثلاً : أني فاشل في كل شيء. وهناك أمور عديدة وأفكار كثيرة، وكلما أتغلب على شيء، يأتي الذي بعده حتى تعبت .

أعاني كثيراً من التوتر أمام الناس، وأحس بدوار بسيط أحياناً من الربكة، وأحياناً من الذهاب إلى مكان عام يكثر فيه الناس، مع العلم بأنني لم أكن أعاني من قبل من مثل هذه الحالات، وأنا الآن أعاني من وسوسة قوية، لدرجة إحساسي بأني مخنوق، ولا أستطيع أن أُشغل نفسي عنها، وهي حادثة حصلت لي في صغري، وأخاف أن يذكرها الناس، ويعيرونني بها .

هناك أمور كثيرة، ولكني لا أريد أن أطيل عليكم .
وشكراً لكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك تعاني من شخصية قلقة، والقلق في حد ذاته من الطاقات النفسية المرغوبة من أجل المثابرة والنجاح والفعالية في الحياة، ولكن إذا ازدادت عن المعدل المطلوب ربما تكون نتائجها عكسية؛ حيث يمكن أن تؤدي إلى وساوس ومخاوف وشعور بالاكتئاب والإحباط، وسلبية في التفكير، وهذا هو الشيء الذي حدث لك بالضبط.

هنالك طرق نفسية للعلاج، منها: محاولة كسر الحواجز النفسية، واستثمار الوقت والطاقات فيما هو مفيد، وكذلك تغيير طريقة التفكير إلى ما يعرف بالتفكير الإيجابي المعرفي، بمعنى أن كل فكرة سلبية تنتابك يجب أن يكون لها مقابل فكرة إيجابية، وعليك أن تكرر وتتأمل في هذه الفكرة الإيجابية حتى تستبدل الفكرة السلبية.

من الأشياء التي تساعد أيضاً في العلاج هي التواصل الاجتماعي المثمر، والجلوس في حلقات القرآن، والمحافظة على العبادات بصورةٍ عامة.

أصبح الآن بفضل الله توجد علاجات نفسية دوائية فعالة وسليمة لعلاج مثل هذا الاكتئاب الذي تعاني منه والوساوس، وعليه أود أن أصف لك وصفة طبية أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها الشفاء، والوصفة هي أن تأخذ دواء يعرف باسم زيروكسات Seroxat، وتبدأ بجرعة 10 مليجرامات ( نصف حبة ) ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفعها إلى حبة كاملة لمدة شهر، ثم حبة ونصف بعد ذلك، ثم تستمر على هذا المنوال لمدة شهرين، وبعدها ترفع الجرعة إلى حبتين لمدة ثلاثة أشهر، ثم تبدأ في تقليصها بواقع نصف حبة كل أسبوعين، وبجانب هذا العلاج أرجو أيضاً أن تأخذ علاجاً آخر يعرف باسم Dogmatil بواقع كبسولة صباحاً ومساء لمدة شهرين.

نسأل الله لك التوفيق والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً