الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من مشكلة الإعجاب بالفتيات عند رؤيتهن؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب أبلغ من العمر 15 عاماً، ومشكلتي أنه مرت علي فترة، كلما رأيت فتاة جميلة لا أنساها، وأضل أفكر فيها، وقد أعجبتني فتاة، فأصبحت أحب النوم، والعزلة، وعدم التكلم، فماذا أفعل حيال هذه المشاكل العاطفية، وكيف أتخلص ما أنا فيه؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونعتذر اعتذارا شديداً عن تأخر الرد؛ نظراً لظروف السفر والمرض، ونعدك بأن تكون أحسن في المرات القادمة إن شاء الله.

ونسأله جل وعلى أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعينك على غض بصرك.

وبخصوص ما ورد برسالتك:
فالذي ذكرته كله عبارة عن بعض مظاهر وأعراض وآثار المراهقة، وهي فترة عابرة، ثم تنتهي مع الأيام ما دمت حريصا على طاعة الله، وعدم الوقوع في الحرام، وتخشاه في السر والعلانية.

ولا تعطي لنفسك أو لعينك العنان في أن تنظر إلى كل من تمر بك، لأن هذا من شأنه أن يتعبك جداً، ويصيبك بالقلق والأرق والإرهاق، ويضيع عليك فوائد كثيرة أهمها لذة الطاعة، والأنس بالله، خاصة الصلاة، وكذلك يحرمك من التركيز، والاهتمام بدراستك، ويضيع عليك التفوق العلمي، ويقضي على راحتك واستقرارك.

والذي تتصور أنه حب هو في الواقع ليس كذلك، بدليل أنك لو وجدت أجمل من هذه الفتاة لشعرت نحوها بنفس الشعور، بل أش وهذه كلها - كما ذكرت لك -أعراض، ومظاهر للمراهقة سوف تنتهي مع الأيام إن شاء الله.

والذي أنصحك به:
أولاً: غض البصر، وعدم إطلاق العنان لعينك؛ لأنك بذلك ستعصي ربك، وتتعب نفسك، كما هو حالك الآن، فأغلق هذه البوابة إغلاقا محكما، ولا تسمح لها بالنظر، وجاهدها، وقاوم، وستنتصر بإذن الله.

ثانياً: ما هو شعورك إذا رأيت شاباً ينظر إلى أختك كما تنظر أنت الآن؟ أترضى ذلك لأختك أو أمك أو إنسانة عزيزة عليك؟ قطعاً ستقول لا؛ إذا ما لا ترضاه لنفسك، لا ترضاه لغيرك.

ثالثاً: كلما جاءك التفكير في هذه الأشياء، غير وضعك الذي أنت عليه، فإن كنت نائما، فقم من الفراش، واترك الغرفة، ولو لدقائق، وهكذا، واحرص ألا تكون وحدك، خاصة إذا كنت مستيقظاً.

رابعاً: أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك من آفة النظر وتوابعه.

خامساً: اربط نفسك مع مجموعة من الشباب الصالح، واقض معهم معظم أوقات فراغك، وتعاون معهم على قراءة بعض الكتب المفيدة، أو ممارسة بعض الرياضات الهادفة.

سادساً: واظب على الصلاة في الجماعة، ولا تتخلف عنها، خاصة صلاة الفجر والعصر.

سابعاً: ضع لمذاكرتك جدولا زمنيا محدودا؛ حتى لا يضيع وقتك وأنت لا تدرس.

ثامناً: ابتعد عن الأماكن التي يتواجد بها الفتيات قدر الاستطاعة.

هذه اقتراحات نجاحها متوقف على عزيمتك وتصميمك، وأنا أعلم أنك قادر على فعلها بسهولة، وأن لديك الاستعداد لتكون من عظماء الإسلام الذين يرفعون الهوان عن المسلمين، فتوكل على الله، وكلك ثقة في الله، ثم في نفسك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً