الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة محتارة في الاختيار بين الغريب والقريب

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا كنت أريد أن أسأل سؤالاً، لكن لا أدري كيف أبدأ!

أنا فتاة في الـ19 من عمري، تقدم لخطبتي شخصان: الأول غريب يعمل بإحدى الدول العربية، وكما قيل لي: هو متدين، ويعمل عملاً جيداً جداً، أما الآخر فهو ابن خالتي، لم ينه دراسته حتى الآن، ولكنه جيد في بعض الأشياء، أما من ناحية التدين، فهو يصلي ويصوم، وإذا نصح فهو يسمع النصح.

لكني في حيرة الآن! لا أدري ماذا أفعل! صليت استخارة، لكني لم أرتح لشيء، صليتها عدة مرات، كلا الشخصين به مميزات.

الآن أهل الغريب قد اتصلوا، ولكني لم أرد عليهم، وأما ابن خالتي فلم يتحدث في الموضوع مرة أخرى؛ لأننا سافرنا إلى نفس بلد الشخص الآخر.

لم أستطع أن أحدد مشاعري تجاة ابن خالتي؛ لأني كنت أتعامل معه كأخي، ولأننا كنا مسافرين ولم أجلس معه سوى بضع دقائق في كل لقاء.

أنا - ولله الحمد - أحفظ القرآن، ومتعلمة ومتدينة باعتدال، ولله الحمد!

أرجو من الله ثم منكم أن تدلوني على الاختيار الأمثل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

ابنتي الفضلى/ هنونة حفظها الله!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرزقك السداد والرشاد، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا!.

إن من أسباب الوفاق في الحياة الزوجية - بعد توفيق الله - وجود قواسم مشتركة، فأهل البلد الواحد أقرب للتفاهم من غيرهم، وأصحاب الثقافات المتساوية أقرب للوفاق، وهذه سنة الحياة، فإذا اجتمع الناس: وجدت النجار يجلس إلى جوار رفيق المهنة، والمعلم يفضل الجلوس إلى جوار المعلمين.

ونلاحظ أيضاً أن القريب أكثر شفقة على قريبته، ويجد نفسه عند الخلاف مضطراً إلى مراعاة صلة القربى، ولذلك لما غاضب عليٌّ - رضي الله عنه - فاطمة - رضي الله عنها - وخرج من عندها، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال لابنته وريحانته: (أين ابن عمك)؛ ليشعرها برباط القرابة والرحم.

الغريب غالباً ما يكون مجهول الحال، وقد حكمت على ابن خالتك، لمعرفتكم به، وقلت عن الآخر: سمعت أنهم يقولون أنه متدين.

إذا كان ابن الخالة يصلي ويصوم ويقبل النصح، فالذي يترجح عندي أنه أفضل من الغريب، وأنت - ولله الحمد - حافظة لكتاب الله، ومتعلمة ومتدينة، فستكملين ما عنده من نقص، وزادك الله حرصاً على الخير، وكثَّر في أمتنا من أمثالك، ولن يضيع الله أهل القرآن.

أما بالنسبة للاستخارة فإن الإنسان إذا لم يترجح عنده شيء، فيمكن أن يكرر الاستخارة، وهي طلبٌ للدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به!.

والله الموفق!.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً