الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تقدم لي عريس تركني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أتمنى أن تقول لي ما الذي أنا فيه، أنا عندي 22، وكلما يجيء عريس يشوفني وأعجبه ويجيء عند الاتفاق فلا أشوفه! ويكون هو المستعجل ويتمنى خطبتي، وبعد ما نوافق لا يجيء! لماذا؟؟ أتمنى أن أعرف لم مثل هذا!؟؟

هناك واحد حالياً متقدم لي، ودخلت وأعجبته جداً، وقال لأهلي سآتي بأهلي لنتفق على كل شيء، وقال بعد يومين! ثم لم يأت! وكل هذا ليس مع واحد لكن هكذا كل عريس على نفس النظام!

هناك ناس يقولون يمكن عمل لك عمل! ولكن أنا لست أصدق هذا الكلام؛ لأني أنا مع الله، وعارفة ربنا جيداً، لا أعرف أهذا الكلم صحيح أم خطأ!؟ هناك حاجة كذلك أريد أن أقولها: أني لما يجيء عروس أستخير ربنا وأسيبها على الله، والله الموفق، وهل هكذا سني كبر أم ماذا؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
لكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما قدره لك رب العزة والجلال، ولا داعي للقلق، فأنت لازلت في مقتبل العمر: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)[البقرة:216]، فاحرصي على طاعة الله، وأكثري من ذكره والتوجه إليه، واسألي الله دائماً أن يرزقك بصاحب الدين، فلا فائدة في مال أو حسب أو مظهر إذا لم يكن معه خوف من الله واتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم.

والصواب بداية أن نبحث عن الأسباب المعروفة لعدم مجيء الخطاب لإتمام مراسيم الزواج، فقد يكون السبب هو استقبالنا الفاتر لهم، وقد يكون السبب هو طريقة التعامل والكلام أو المعاملة من أحد أفراد الأسرة، وقد يكون الخلل في الشاب المتقدم فبعضهم يسرع ويتقدم دون أن يخبر أهله الذين ربما يكونون قد أعدوا له فتاة أخرى من أقربائه، وقد يكون الشاب غير مستعد للزواج، وربما احتاج لفترة حتى يسأل عن أحوال أسرتكم ومن حقكم أيضاً أن تتعرفوا على أسرة الشاب المتقدم وتعرفوا أحواله وقدرته على تحمل المسئوليات وقبل ذلك محافظته على الصلوات وطاعته لرب الأرض والسموات.
وقد أحسنت بحرصك على صلاة الاستخارة ولن يخيب إنسان يستخير ربه، ويستشير الصالحين والصالحات، فاستمري على هذا المنهج واشغلي نفسك بطاعة الله وتقواه في السر والعلن، فإن الله يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطلاق:4]، ويقول سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًاوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)[الطلاق:2-3]، فحافظي على سترك وحجابك، واجتهدي في طاعة والديك وفعل الخير ومساعدة من يحتاج للمساعدة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
أما بالنسبة لمسألة العمل والسحر، فإنه يؤسف أن نقول: إن بعض الأشرار قد تخصصوا في إلحاق الضرر بالناس عن طريق الذهاب للسحرة الكفرة والعياذ بالله، والمسلم يحصن نفسه من تلك الشرور بمحافظته على أذكار الصباح والمساء وخاصة المعوذتين وخواتيم البقرة، وآية الكرسي، ويستطيع أن يعالج نفسه بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، ولا يجوز للمسلم أن يعالج السحر بالسحر، وذلك بالذهاب للدجالين الذي لا يؤتمنون على الأعراض والأسرار، فإن هذا مدخل عظيم لخسارة الدنيا وضياع الدين.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً