الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحساس بمكر النساء أخافني من الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد سبق لي الزواج أول مرة وأنجبت أولاداً ولم يحصل اتفاق مع مطلقتي بسبب اختلاف المستوى العلمي وتدخل أهلها الكبير، ولدى الانفصال تخلت عن مسؤليتها تجاه الأولاد وتركتهم لي وهم في عمر صغير جداً؛ مما اضطرني إلى الزواج من ثانية لم تكن على مستوى الثقة والمسئولية؛ مما أدى إلى انحدار الوضع الصحي للأولاد وازدياد المشاكل.

كما أن تدخل أهل الأولى واتصالهم بالثانية وخداعها ووضع الشك في قلبها تجاه نوايا أني أريدها خادمة لا زوجة كل هذا أدلى إلى خلق الكثير من المشاكل، هذه الأمور أدت بي إلى الخوف من الزواج وتكوين أسرة مرة أخرى، ومما يحز في قلبي أن ابني الكبير لديه صعوبات تعليمية وهو في مدرسة احتياجيات خاصة، وأنا وهو بحاجة إلى من يهتم بنا عند الكبر.

السؤال: (1) هل أقدم على الزواج مرة أخرى؟ وكيف أتغلب على الخوف والإحساس أن جميع النساء ماكرات وأنهن بلا رحمة ولا شفقة؟
(2) ما هي مواصفات الزوجة التي يجب أن أرتبط بها؟ وهل هناك وسيلة للمساعدة في هذا الموضوع؛ لأنني من النوع الخجول وأهلي في بلد آخر وأنا لا أعرف كيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يجبه ويرضاه، اللهم آمين.
قرأت رسالتك والتي تدور حول المشاكل التي تعيشها، حيث طلقت زوجتك الأولى وأنت مع الثانية في مشاكل، وتطلب الحل.
أخي الكريم: لعلك تتصور أن تكون هناك امرأة مكتملة في كل جوانبها، وتحمل السعادة كلها بين جنبيها، كلا، فليس الأمر كذلك أخي.

السعادة الزوجية أمرٌ متبادل بين الزوجين، والاستقرار الأسري كذلك، فللزوج دوره الذي يؤديه، وكذلك الزوجة، وكل منكما يجب أن يضحي، ومن هنا أخي أحثك على الآتي:

1- اصرف عن ذهنك قضية الطلاق نهائياً، وليست زوجتك هذه كلها سوءاً ولا هي شراً، بل هي إنسان إن وجدت حسن التعامل ومكارم الخلق فسوف تتحول تماماً، ومفتاح الأمر بيدك، فأنت الرجل ذو العقل، وهي المرأة ناقصة العقل، وعلاجها بيدك فكيف لا تستطيع علاجها وتقويمها، ولقد حاول الإنسان أن يطوع الأسد والنمر فأفلح في ذلك!

أخي، ابدأ من الآن وفوراً بتغيير سلوكك معها وتعاملك معها، وعاملها بإحسان وخلق كريم، وبالكلمة الطيبة.

2- أشعرها بأنها إنسان، وشاركها في حياتك الزوجية، وأخبرها براتبك، وشاركها في المصروفات اليومية، بل أعطها مبلغاً، واطلب منها أن تقوم بشراء المواد التموينية والخضار واللحمة حتى تشعر بالمسئولية، ولا بأس أن تُعطيك هي لتشتري أنت إن لم تستطع هي الخروج حتى تُخرج من فمها أنها خادمة، استشرها في كثير من الأمور المهمة وغير المهمة.

3- املأ لها فراغها بالتعليم، ولو كان هناك مركزاً لحفظ القرآن فاجعلها تلتحق به، فكثير من النساء كن أميات لا يقرأن ولا يكتبن، ولكن باجتهادهن وتشجيع أزواجهن لهن حفظن كتاب الله، واستقام أمرهن مع أزواجهن وأولادهن.

عليك أن تهيئ لها الجو لتحضر المحاضرات وحلقات العلم، فأنت تقول أنها أمية، فلماذا لا تبذل جهداً في إزالة أميتها؟ ولماذا تطلب إنساناً جاهزاً؟

أخي، لا تيأس، فكل شيء ممكن، وإن اجتهدت وأحسنت المعاملة فوالله ستسعد إن شاء الله مع زوجتك هذه.

عليك بالإقبال على الله بكثرة الطاعة، مع الدعاء في ساعة السحر أن يوفقك في حياتك، ويرزقكم السعادة، اللهم آمين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً