الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجب بي شاب إلا أني أخبرته أني لا أرغب به.

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على شاب منذ سبعة أشهر فأحبني ولم أحبه، وأعجب بأخلاقي ولم أعجب به؛ لأنه لم يكن مثقفاً ولا متديناً بل بعكسي، أنا اليوم أتابع دراستي في سلك الدراسات العليا بالجامعة، وهو عامل في إحدى معامل التصدير، المهم أنا لم أحب هذا الشاب ولم أرتح له، حتى أني صارحته برغبتي في الانفصال عنه لكنه أبى! واتهمني بأني أتلاعب بمشاعره، وأنه لن يحترم أي فتاة بعد الآن، وأنه سيستغل كل فتاة تقابله في حياته.

الحقيقة أني أستغرب من موقفه هذا، وأحس بالذنب والمسئولية عما يمكن أن يفعله، فأرجوكم أفيدوني هل أنا أخطأت في صراحتي لهذا الشاب؟ علماً أنني حاولت طوال الوقت أن أكون لطيفة معه وأن أتجنب جرح مشاعره؟

فأرجوكم أريد جواباً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرفض والقبول من حقك وحدك، ولكن لا عذر لك إذا لم تحسني الاعتذار، أو كان رفضك بعد طول انتظار، وهذا الذي يظهر من اتهامه لك باللعب بمشاعره، وحبذا لو كان الرفض من البداية، وقبل أن تتعمق المشاعر، وتطول الحكاية، ونحن نحذر فتياتنا من عدم الوضوح منذ البداية.

ونحن دائماً نتمنى من فتياتنا أن يطلبن من الخطاب أن يطرقوا الأبواب، ليقابلوا الأهل والأحباب، ثم يسارعوا بعمل الكتاب.
وليس للفتاة أن تتوسع في علاقاتها مع الشباب قبل عقد النكاح، فإن ذلك يجلب الطلاح ويعمق الجراح، فإن كل علاقة لا تحكمها ضوابط الشرع خصم على سعادة أصحابها، ووسيلة إلى تشعب المشاكل مستقبلاً وازديادها، ورحم الله فتاة تنتبه لما فيه صلاحها، ولا تستعجل الأمور قبل أوانها، فإن العقوبة قد تكون بحرمانه، أو بالتضرر من آثارها.

وأرجو أن تستغفروا الله جميعاً، ولا تكرري مثل هذه التجربة، وأرجو أن يعلم هذا الشاب أن ما حصل ليس عذراً له في التمادي في العصيان، وليته علم أن المكر السيء لا يحقق إلا بأهله، وأن من ينوي الانتقام سوف ينتقم من نفسه أولاً، فإن الله سبحانه تهدد الظالمين، فقال سبحانه: ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ))[الشعراء:227]، وحبذا لو عودنا أنفسنا نية الخير وعمل الخير، فإن الإنسان لا يزال بخير ما نوى الخير وعمل الخير.

وليس في الرفض حرج للمشاعر، وفي الوضوح راحة للضمائر، وتهدئه للفتى الثائر، الذي ليس من مصلحته الارتباط بشريك نافر، وليس من المصلحة الاقتران بفتاة لا تبادله المشاعر، ولا تميل إليه في الباطن والظاهر، وليته ردد قول الشاعر:
إذا المرء لا يلقاك إلا تكلفاً فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ولا شك أن الانطباع الأول، والارتياح الظاهر، هو أساس النجاح في الحياة الزوجية، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، كما أن رفضك للفتن ليس نهاية المطاف، وسوف يأتي لكل منكما ما قدره له ربنا جل وعلا.

وفي الختام نوصي الجميع بتقوى الله، وتذكر الوقوف بين يديه، وشغل النفوس بطاعته والتزام أوامره، والمداومة على ذكره وتلاوة كتابه.

ونسأل الله أن يقدر للجميع الخير، وأن يرزق الجميع الرضا بقسمته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً