الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور السلبي تجاه الآخرين والناتج عن الخوف والقلق الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مشكلتي باختصار أني أعاني من بعض الأفكار والوساوس إن صح التعبير من بعض الأمور.

وهو أني لا أستطيع التعبير أمام جماعة من الناس، ولا أستطيع الجواب على أسئلة يطرحها الأستاذ أو زميل في القسم؛ لأني عندما أقوم بالإجابة ينظر إلي الطلاب بنظرة ليست جيدة يملؤها الحقد والبغض!

والغريب أني عندما أقوم بالإجابة الجميع يعتريني بنظراته -تقريباً القسم كاملاً-.

أرجو من الدكاترة الكرام إعطائي حلاً.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ACHRAF حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فمن الوصف الذي ورد في رسالتك لا أعتقد أنك تعاني من وساوس قهرية حقيقية، إنما لديك درجة بسيطة من القلق أو الخوف والرهاب الاجتماعي.

وهذا جعلك تبني كل هذه الصور السلبية عن نفسك وعن الطريقة التي يعاملك بها الآخرون.

إذن النقطة الأولى في العلاج هو أن تصحح هذه المفاهيم الخاطئة، وأول هذه المفاهيم الخاطئة هو ما تعتقده من أن الآخرين ينظرون إليك بحقد وبغض، هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، ما الذي يجعلهم يتصرفون هكذا؟!

المؤمن يجب أن يُحسن الظن بإخوته من المسلمين، وحين تعامل الناس بخلق حسن سوف يعاملونك على نفس المستوى.

فأنت لا زلت شاباً وفي بدايات سن الشباب والمسئولية، فيجب أن لا تفكر بهذه الصورة أبداً.

أنا أعتقد عدم ثقتك في نفسك، والرهاب الذي يعتريك وكذلك القلق هو الذي جعلك تفكر بمثل هذه الطريقة.

ثانياً: أنا أريد أن أؤكد لك وحسب التجارب العلمية والشواهد والبراهين القائمة على الأبحاث والمعرفة أن معظم الذين يعانون من الخوف والقلق الاجتماعي يأتيهم هذا الشعور السلبي، وهو أن الآخرين يقومون بمراقبتهم ورصدهم وأنهم سوف يفشلون أمام الآخرين. هذا أيضاً شعور خاطئ وليس صحيحاً.

وهنالك حقيقة أخرى أود أن أؤكدها لك وهو أن أداءك أفضل مما تتصور، والإنسان حينما يكون قلقاً ومتوتراً يكون حساساً جدّاً حتى حيال نفسه ومقدراته وأدائه، فأرجو أن تصحح مفاهيمك.

ثالثاً: أرجو أن تكثر من التواصل الاجتماعي، على مستوى الطلاب، على مستوى الجيران، الأصدقاء، كن حريصاً على حضور صلاة الجماعة ففيها تواصل اجتماعي كبير جدّاً، ومارس الرياضة مع زملائك وأصدقائك، واحضر حلقات التلاوة ودروس العلم للقرآن الكريم وغير ذلك، هذه كلها إن شاء الله تجعلك تحس براحة نفسية واسترخاء حين تكون مع الآخرين.

هناك دراسة أخرى أوضحت أن الذين ينخرطون في الأنشطة الاجتماعية والأعمال الخيرية والنشاطات الثقافية والشبابية بصفة عامة تزداد لديهم القدرة والمعرفة والمهارة الاجتماعية مما يجعلهم أكثر ثقة في أنفسهم، وتزول لديهم هذه الأفكار السلبية حول أنفسهم وحول الطريقة التي يعاملهم بها الآخرون، فأرجو أن تحرص على ذلك.

بقي أن أقول لك إنه من الأفضل لك أن تتناول دواء إن شاء الله يقلل من هذه الأفكار ومن هذه المخاوف القلقية ويجعلك أكثر استرخاءً، الدواء موجود في المغرب ويسمى علمياً باسم (باروكستين PAROXETINE) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات SEROXAT) ويسمى في المغرب باسم (ديروكسات DEROXAT)، وأنت محتاج لجرعة صغيرة منه.

أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها بعد الأكل، ويفضل أن تتناولها في المساء، استمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً) واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة مرة أخرى، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء جيد وسليم وفعال، قد استفاد منه ملايين الناس وإن شاء الله أنت تكون منهم، وعليك بتطبيق الإرشادات السابقة وتناول الدواء حسب جرعته التي وصفناها لك، وإن شاء الله سوف تجد أن الكثير من هذه الصعوبات والمخاوف والقلق الاجتماعي قد زال تماماً.

ركز على دراستك، واجتهد حتى تكون من المتميزين والمتفوقين.

نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً