الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل من مال القريب الذي يعمل في شركة للتأمين.

السؤال

السلام عليكم.

أود أن أستشيركم في موضوع ما زال يؤرقني منذ فترة طويلة، وهو أنني أعيش مع أختي وزوجها في بيتهم، وآكل من أكلهم، وأستخدم مرافق بيتهم ولكن المشكلة في الموضوع: أن زوج أختي يعمل في شركة تأمين كمعيد تأمين، وعلى حد علمي المتواضع أن عملية التأمين حرام، وبالتالي الدخل والراتب من شركة التأمين يكون حراماً، وأنا أخشى أن يكون ما آكله في بيتهم حرام، مع أنهم يرحبون بي في بيتهم ترحيباً كبيراً، فـأنا أعيش في ضيق نفسي حيث أشعر أني أدعو الله ولا يستجاب لي، وكأني مثل ذلك الرجل الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم: (أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب، ومطعمه حرام ومشربه حرام فأنى يستجاب له).

أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ونسأله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك من فضله، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين، حيث قل من يهتم بقضية الحلال والحرام رغم خطورتها وأهميتها.

وأما بخصوص سؤالك - حفظك الله - فإن الأمر يحتاج إلى بعض التفصيل:
المعلوم أن التأمين منه ما هو تجاري وهو المحرم، وتعاوني وهو الحلال، الذي يقوم على مراعاة الضوابط الشرعية، وأنا لا أدري زوج أختك يعمل في أي نوع من النوعين.

عموماً: إذا كان في التأمين التعاوني أو الإسلامي فلا شيء في دخله، وأمواله كلها حلال إن شاء الله، وأما إن كان يعمل في التأمين التجاري، فهو فعلاً من المعاملات المحرمة؛ لأنه يقوم أساساً على الغرر والمغامرة، إلا أن هذا الحكم يخص أساساً صاحب العلاقة المباشرة وهو الموظف، أما طعامه فهو غالباً محل خلاف بين العلماء، فمنهم من قال بأن الحرمة تخصه هو فقط، ولا علاقة لزوجته وأولاده أو ضيفانه بذلك، ومنهم من قال بأن الأولى ترك الإكثار من الأكل عنده ورعاً، وأنا أنصح إذا كنت لم تحصل على عمل تأخذ عليه أجراً فلا مانع من البقاء عندهم، حتى ييسر الله لك، وأن تأكل من طعامهم، وتستعمل ما يخصهم في المنزل حتى ييسر الله لك.
أما إذا كنت تتقاضى أجراً من أي جهة يكفيك، وتستطيع أن تعيش منه، فالأولى ترك الأكل أو الشرب، أو استعمال أدواتهم؛ لما في ذلك من الشبهة التي ذكرت، خاصة وأنك لست في حاجة إلى هذا الإكرام، ويكفيك الزيارة لهم، ثم تقليل الأكل والشرب عندهم إلى أضيق حد، وفي هذه الحالة لن يكون عليك حرج إن شاء الله.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، والرزق الطيب الحلال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً