الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شدة النسيان تقضي على ما درسته .. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة دراسات عليا، مشكلتي تتلخص في أنني وقت الامتحانات أدرس بشكل مكثف، لدرجة أن رجلي تتشقق من كثرة المشي، ولكنني عندما أدخل الامتحان أنسى كل شيء درسته؛ مما يسبب لي إحراجا مع زملائي وأساتذتي! فما هي المشكلة برأيكم؟ وما هو الحل لها؟ وهل تنفع الحجامة في تنشيط الذاكرة؟!

علماً بأنني سمعت أن النساء لا يجب أن يقمن بعمل الحجامة إلا في حالة اضطراب الدورة الشهرية، فما مدى صحة هذا القول؟ أفيدوني لأني اخترت الامتحان الشامل على الرسالة لعدم تفرغي، وكما تعلمون الامتحان الشامل بحاجة إلى جهد مضاعف.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما دمت تبذلين جهداً مكثفاً، ومنتظمة في دراستك، فهذا أمر جيد ومفيد، أما بالنسبة لعدم القدرة على التركيز في الامتحان فيعرف أن هناك قلقا يسمى قلق الأداء، أي أن كل خطوة مهمة في الحياة تتطلب أن يقلق الإنسان حيالها، وهذا القلق نشاهده كثيراً مع قدوم أيام الامتحانات وعند بداية الامتحان.

إذن قولي لنفسك: (هذا مجرد قلق يأتي ليزيد من قوتي وتركيزي، فكيف أنسى ذلك)، وهذه ظاهرة طبيعية جدّاً أن نشعر الإنسان في بداية الامتحانات أن المعلومات قد ذهبت أدراج الرياح، وأنه لم يستطع أن يركز في امتحانه، ولكن بشيء من الصبر والتأني والاستعانة بالله تعالى، وأن تأخذي نفساً عميقاً في بداية الامتحان، وسوف تجدين أن الأمر قد تيسر تماماً، وعليك أيضاً أن تقرئي الامتحان كله وتبدئين بما هو أسهل فيه، هذه كلها وسائل مفيدة وجيدة جدّاً.

وأنصحك بممارسة تمارين الاسترخاء، فهذه التمارين جيدة، تجعل الإنسان يحس باسترخاء، كما أنها تساعد على التركيز، ولتطبيق هذه التمارين: أرجو أن تجلسي في غرفة هادئة جدّاً، ويكون جلوسك إما على كرسي مريح أو تضطجعي على السرير، ثم اغمضي عينيك، وفكري في حدث سعيد جدّاً، وبعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، وأمسكي على الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم بمعدل مرة واحدة يومياً لمدة أسبوعين.

هناك تمارين أخرى أيضاً يتم من خلالها استرخاء العضلات، فمثلاً: اقبضي على راحة يديك بقوة وشدة، وقولي: (أنا الآن أقبض على يديَّ حتى أحس بالألم) ثم بعد ذلك أطلقي يديك وقولي لنفسك: (أنا الآن في حالة استرخاء). هذا يجب أن يتم بتركيز وهدوء وبطء.

وتمرين آخر يشمل عضلات البطن مثلاً، قومي بشد عضلات البطن ثم الإطلاق والاسترخاء، وهكذا بقية أعضاء وأجزاء الجسم، ولتطبيق هذه التمارين بصورة جيدة يمكنك الاستعانة بأحد الوسائط مثل كتيب أو شريط أو سي دي يوضح كيفية تطبيقها، أو يمكنك من خلال بعض المواقع الموجودة على الشبكة العنكبوتية، كما أنه إذا كان لديك صديقة أو تعرفين إحدى الأخصائيات النفسيات فسوف تقوم بتدريبك على هذه التمارين، وهذه التمارين جيدة جدّاً أرجو أن تلتزمي بها وتطبقيها.

ولا مانع أيضاً من تناول بعض الأدوية المضادة للقلق، فهناك دواء يعرف (ديناكسيت Denaxit)، وهو موجود في الأردن، وهو من الأدوية البسيطة جدّاً، تناولي هذا الدواء يومياً بمعدل حبة واحدة أسبوعين قبل بداية الامتحان، وإن شاء الله سوف يقلل من الانفعالات الداخلية والقلق ولا شك أنه سوف يحسن التركيز.

من الأمور الضرورية لتحسين التركيز هو أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، النوم مهم جدّاً ليجعل الإنسان يركز في حالة أفضل عند اليقظة، وحاولي أيضاً أن تستذكري بعض دروسك في أوقات يعرف فيها أن تركيز الإنسان يكون أفضل، مثلاً في وقت الصبح بعد صلاة الفجر مباشرة، هذا وقت متميز لأن يستوعب فيه الإنسان، فأرجو أن تستفيدي من هذا الوقت.

وأنصحك أيضاً أن تمارسي الرياضة أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة، فهذه أيضاً فيها تجديد للطاقات خاصة الطاقات الإيجابية، وعليك بالطبع بالصلاة في وقتها، لا تنسي وردك القرآني، والاستغفار، والذكر، {واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشداً}، هذه كلها مدعمات.

وأما بالنسبة للحجامة فبإمكانك أن تسألي المتخصصين فيها عن ذلك، كما أني لم أسمع أن الحجامة غير مسموح بها للنساء، نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً