الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فعالية دواء التفرانيل لحالة الحزن والاكتئاب الذي تعانيه فتاة في الرابعة عشر من عمرها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديّ أخت في مرحلة المراهقة، عمرها 14سنة، مجتهدة ومن المتفوقات دراسياً وخلقياً، ولكنها منذ فترة تعاني من الحزن والاكتئاب وضيق عند المذاكرة، وقد حاولنا إدخال السرور عليها لكنها لا تستجيب، ولا أعلم كيف يمكنني مساعدتها؟! فأرجو أن تصفوا لها دواء مضاداً للاكتئاب يتناسب مع عمرها، وليس له أعراض جانبية، وغير مكلف مادياً، ويتواجد في المملكة العربية السعودية.

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه سيكون من الأفضل والجيد أن تجلس والدتك مع أختك، وتتحدث معها لتعرف أسباب هذا الحزن، وعدم القدرة على التركيز، وعدم الرغبة في المذاكرة، وربما يكون الأمر أمراً عارضاً، ومن ثم توجه بعض التوجيهات البسيطة حسب طبيعة مشكلتها، وإن والدتك أو أحد أخواتك - إن كان لديك أخوات أكبر منكم - هي الإنسان الأنسب للتحدث معها حول أمور البنات والدورة الشهرية وخلافه؛ لأن بعض البنات خاصة في هذه المرحلة يحدث لهنَّ نوع من المضايقة وعدم الارتياح في الأسبوع الذي يسبق قُدوم الدورة الشهرية.

فأعتقد أنه إذا تم بعض الاستفسار منها ومن ثم مساندتها، هذا سوف يكون أمراً طيباً، ومحاولتكم لإدخال السرور عليها هي محاولة طيبة ومقدرة، ولا شك أن هذا النوع من المساندة أيضاً مفيد، والمهم كذلك أن تُعطى الثقة في نفسها، وأن لا يكون موضوع مزاجها أمراً شاغلاً للجميع، بمعنى أن الذي يتفاوض معها يجب أن يكون شخصاً واحداً يحاورها، ويعرف إذا كان لديها أي أمور خاصة سببت لها الإزعاج، أما بقية الأسرة فالمساندة العامة لا شك أنها مرغوبة، وتُشكر - أيها الفاضل الكريم - على جهدك واهتمامك بأمرها.

وبالنسبة لمضادات الاكتئاب، فدائماً تعطى إذا ظلت حالة الكدر والحزن لمدة ثمانية أسابيع أو أكثر، أي إذا كان هذا الاكتئاب اكتئاباً حقيقياً؛ لأن الاكتئابات الظرفية والطارئة ليس من الضروري أن تُعطى فيها الأدوية، إنما يُكتفى بالتوجيه، والنصح، والإرشاد، والمساندة، وتغيير نمط الحياة، ومحاولة إيجاد معالجات لأي أسباب إن وجدت.

إذا طالت مدة هذا الكدر والحزن، فالدواء الأنسب سيكون لها العقار الذي يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine)، هو من الأدوية القديمة، وينتمي إلى مجموعة من مضادات الاكتئاب تعرف بثلاثية الحلقات، وهو جيد وبسيط، ولا يسبب نعاساً أو شعوراً بالفتور.

الجرعة التي تبدأ بها هي عشرة مليجرام يومياً لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراماً يومياً، ويمكن أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

أما إذا لم تستفد من هذا الدواء، فأرجو التواصل معي مرة أخرى، أو يفضل أن تذهب إلى طبيب نفسي ليجلس معها، ويعرف بدقة ما هي الأسباب التي أدت لحالة الكدر وعسر المزاج لديها، نسأل الله لها الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً