الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور حبوب وحكة عند الاستحمام... ما أسبابها وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي تعاني من ظهور حبوب على جلدها، وحكة بعد الاستحمام في الأرجل واليدين والفخذين، وعند ملامستها لشيء بارد، كإخراج الدجاج من الثلاجة وتمسكها، تبدأ اليد بالانتفاخ والألم والحكة، وتظهر الحبوب، أو قامت بالغسيل فترة طويلة للصحون، وقد حللنا لها ولم يتضح أن لديها حساسية، وهذه الحبوب تختفي بعد فترة ربع أو نصف ساعة، فالرجاء إفادتنا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الوصف المذكور يتماشى مع ما يسمى بالشرى الفيزيائي (physical urticaria) وقد يكون بسبب الحرارة أو البرودة أو الضغط، أو الشرى الكولينيرجي الناتج عن الجهد والتعرق، وقد تظهر الحالة بعد الاستحمام بسبب حرارة أو برودة الماء، أو بسبب قوة ضغط الماء من الدُّش، أو بسبب الدلك والفرك بالليفة أو الكيس؛ ولذلك يجب تجنب البرودة وتجنب الدلك، ومن الممكن أيضاً تناول حبة مضاد هيستامين غير المنومة قبل الاستحمام.

وأما العلاج فينقسم إلى سببي، وعلاجي، فأما العلاج السببي فيأتي في الدرجة الأولى، وهو تجنب السبب من ارتفاع أو انخفاض الحرارة، وتجنب الحركة المسببة للشرى، وتجنب الاحتكاك أو الضغط للجلد، وكذلك اختيار الموضع المناسب مع المكيف، واستعمال اللباس المناسب للجو.

وأما العلاج بالدرجة الثانية فهو باستعمال مضادات الهيستامين قبل اللزوم والتوقع؛ مثل الكلاريتين (10مغ) أو الزيرتيك أو الأتاراكس (10مغ) أو التلفاست (180مغ) مرة يومياً لأيٍّ من هذه الأدوية، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أخذ أكثر من واحدٍ يتم توزيعها على النهار؛ فمثلاً تأخذ الزيرتيك صباحاً والأتاركس مساءً، وبعد التحسن يتم إيقاف أحدهما، ويفضل أن يكون الدواء الخاص في الوقت الذي لا تحدث فيه الأعراض، وبعد فترةٍ أخرى إيقاف الدواء الثاني، أو أخذه في الأوقات التي يتوقع أن تزيد الأعراض فيها - أي أن يُؤخذ بشكل مسبق - كما يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيبٍ على الأقل عند بدء العلاج.

وفي الحالات الأكثر إزعاجاً قد تُعطى أدوية أكثر تعقيداً، مثل الكورتيزون أو الدانازول، أو معدلات المناعة مثل السايكلو سبورين، أو الأشعة فوق البنفسجية، ولكن كل هذه العلاجات تُعطى فقط بيد الطبيب، وتحت إشرافه، وتحتاج إلى المتابعة.

ويجب التأكيد على العلاج السببي، والمعتمد أساساً على تجنب الأسباب؛ حيث أنه لا يوجد علاج يغير طبيعة الجسم المسببة لهذا النوع من التحسس.

كما أود أن أقول: إنه لا يوجد اختبار خاص يؤكد التشخيص، بل القصة وحدها تكفي للتشخيص، كأن أقول إذا وضعت يدي بالماء تبتل (ضعها بالماء تبتل عمليا) أو إذا أمسكت شيئا باردا تحسست (أمسك الثلج تتحسس عمليا) فهما عبارتان مترادفتان من حيث الدلالة من القصة دون تحليل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً