الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العوامل المساعدة على الثقة بالنفس لتحقيق النجاح

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دراستي متعثرة بسبب كثرة المشاكل في المنزل ووساوسي؛ إذ أتوقع الرسوب وأستبعد النجاح وأخاف من كلمة اختبار، وخوفي الأكبر يكمن بعبارة (ادرس ولن تنجح)، هكذا توسوس لي نفسي إذا درست جيداً لن أنجح، ويصيبني البؤس عندما أتحدث مع أقاربي، ويقولون أدرس وذاكر جيداً ولا تهدر وقتك، نريد أن نراك في أعلى مستوى، فما هي الطرق المعينة على النجاح والتفوق؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التعثر الذي تعاني منه في دراستك ليس بسبب المشاكل الموجودة في المنزل، إنما هو ناتج من الإشارات الخاطئة التي يتلقاها دماغك ومراكز التفكير لديك، وهي أنك متعثر في هذه الدراسة لكثرة المشاكل في المنزل، وهذه الإشارة الخاطئة السالبة المحبطة لا تجعلك تنظم وقتك وتشعر بأهمية الدراسة، ومن هنا أقول لك:

1) أنت الذي تغير نفسك، مهما كانت المشاكل موجودة في المنزل فيجب أن تتركها جانباً.

2) حاول أن تقلل من الاحتكاكات بينك وبين أفراد أسرتك.

3) حاول دائماً أن تتذكر أنك ابن لأبوين وأنت مكلف بطاعتهما وبرهما.

4) حاول أن تكون أنت حلقة الوصل الإيجابية والتي تسعى بالخير بين أفراد أسرتك.

5) لا تشغل نفسك بالنتائج أو السلبيات، فمهما كانت الأسرة غير مستجيبة فليس ذلك من مسئوليتك أبدً. مسئوليتك حيال نفسك أن تعطي نفسك رسائل ذهنية عقلية دماغية إيجابية وهي (يجب أن أدرس ويجب أن أنظم حياتي ويجب أن أتفوق وإني بفضل الله تعالى صغير في السن ولديَّ طاقات نفسية ولديَّ طاقات جسدية، فقط أنا محتاج لأن أرتب أوضاعي بصورة أفضل وأنجح مثل ما يفعل زملائي المتفوقين والمتميزين).

هذه هي الرسائل التي يجب أن تعمل من خلالها على تنظيم وقتك، والطرق المعينة للنجاح والتفوق سهلة جدّاً:

1- تقوم على وضع الهدف، والهدف هنا واضح وهو أن تنجح وأن تتفوق وأن تعرف أن سلاح العلم ومعه سلاح الدين هما الأفضل للإنسان في حياته، قال تعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))[المجادلة:11]، وهي التي تدوم وتعين الإنسان على الخير وعلى التوفيق والنجاح.

2- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

3- نظم وقتك تنظيماً دقيقاً، وأهم طريقة لتنظيم الوقت هي أن تستفيد من الصباح الباكر في الدراسة، بعد صلاة الفجر يمكنك أن تدرس ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهب إلى المدرسة، هذا الوقت يتميز بحسن تركيز وجودة الاستيعاب. وبعد أن تدرس من المدرسة خذ قسطاً بسيطاً من الراحة، ويمكنك أن تروح عن نفسك بمشاهدة موضوع أو برنامج طيب في التلفزيون مثلاً أو تقرأ قراءة غير أكاديمية، بعد ذلك أدرس ثم مارس تمارين رياضية، ثم اجعل لنفسك وقت حر تفعل فيه ما تشاء، وخلال عطلة نهاية الأسبوع تواصل مع أصدقائك، مع أرحامك، وحاول أيضاً أن تخصص بعض الوقت للدراسة، الجأ لشيء من الدراسة الجماعية مع زملائك، وهذه يمكن أن تكون بمعدل مرة أو مرتين في الأسبوع.

هذه هي الطرق الرئيسية وتوجد عدة طرق، ولكن الأهم هو الاستشعار بالمسئولية، واستشعار أن النجاح هو الذي تود أن تصل إليه. وعليك أن تركز في الدروس، استمع إلى المعلمين جيداً، ما لا تفهمه اسأل عنه مرة ومرة، وهكذا.

فإدارة الوقت بصورة جيدة مع التركيز على الأهداف هي التي توصل الإنسان للنجاح في كل شيء، وعليك أن تأخذ القدوة الحسنة، وكما ذكرت أدرس مع زملائك وهذا أمر جيد.

أنت لديك أفكار سلبية ولا توجد لديك وساوس حقيقية. في هذه المرحلة – مرحلة المراهقة – كثير من الشباب قد يواجههم شيء من القلق، وأعتقد أنه لديك درجة بسيطة من القلق، ولذا أود أن أصف لك أيضاً دواء سوف يساعدك، دواء بسيط يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم أترك هذا الدواء، وهو سليم، وهذه جرعة بسيطة تزيل القلق وتحسن المزاج إن شاء الله، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً