السؤال
أعاني من مشكلة -والحمد لله- وهي أن المهام المنزلية تتزايد لدرجة عدم وجود وقت للدراسة، ناهيك عن وقت للاسترخاء، فقد تدنّى مستواي الدراسي، فأنا بصعوبة أجد وقتًا للحفاظ على نظافتي الشخصية، والأذكار، والقدر اليسير من قراءة القرآن، وهذا يحدث في أغلب أيام الأسبوع؛ مما أدى إلى رسوبي لسنتين متتاليتين في البكالوريا (شهادة الثانوية)، وهذه سنتي الثالثة، ومستواي ليس بعيدًا عن السنوات الماضية.
طبعًا، في حال قررتُ عصيانهم، والدراسة، فلن أنجح؛ لأن الامتحان النهائي يفصلني عنه ثلاثة أسابيع فقط، والبرنامج طويل جدًا، ولا يمكن وصف مدى صعوبته، حتى لو قررتُ العصيان، فإن بيئة المنزل ليست هادئة، وتحدث مشاجرات بين أفراد الأسرة على أتفه الأمور، ومع ذلك لستُ متضجرًا من رسوبي خلال هذه السنوات، أو من رؤية زملائي الذين سيتخرجون من الجامعة قريبًا، فلقد نضجتُ كثيرًا بسبب هذا الفشل، وتعلمتُ الكثير.
الآن أُقدّم رضا والدي على الدراسة، وأدرس متى استطعتُ، حتى ولو رسبتُ، فأنا متوكل على الله، لكن تبقى المشكلة في صلة الرحم، فأنا لا أزور أقاربي على الإطلاق، بسبب هذه الظروف، حتى إنني لا أملك أصدقاء؛ لأنني لا أستطيع زيارتهم.
إذن، ما الحل هنا؟ هل أقدّم برّ الوالدين أم أزور أقاربي رغم ذلك؟ لقد ناقشتُ أهلي بالفعل، لكنهم يلومونني فقط، ويقولون: إنني أنا من يضيّع الوقت، وإن جميع مهامهم لا تتخطّى ساعة يوميًا، طبعًا لا أحاول إثبات أنني على حق، فذلك لا فائدة منه، بل يزيد الطين بلة، يقولون أيضًا: إنني الكسول الذي أراد إفساد مستقبله، وإن ابن فلان قد نجح.
أحيانًا أشعر بالحزن على حالي، لأنني كنت الأول على الفصل، ومع ذلك، أشهدكم أنني راضٍ بقضاء الله، وأحمده على جميع النعم التي لديّ، وما قلتُ هذا لأحدٍ غيركم، فأنا أكره لعب دور الضحية.
أفتونا، جزاكم الله خيرًا، وإذا كانت لديكم نصائح حول دراستي أو مستقبلي، فأنا لا أمانع.