الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تمني الموت شوقاً للقاء الله تعالى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أشكر القائمين على الموقع، وأدعو الله أن يجعل ما يقدمونه في ميزان حسناتهم.

أنا الحمد لله سألت الله أن يقربني إليه، واستجاب دعوتي وقربني إليه، وشُغلت بحبه عن الدنيا وما فيها، فأصبحت لا تهمني، وأصبح لا يسكن قلبي إلا حبّ الله ورسوله، والتسابق مع نفسي في طاعته وعبادته، وأيضاً أبحث في سيرة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام لأقتدي به؛ ونظراً لذلك الحب الذي تملك قلبي اشتقت جداً لأن أقابل ربي، وأن أسكن جواره وأترك جوار الدنيا بما فيها.

وكنت أدعوه دائماً بأن يجعلني من المحبين إليه المقربين إليه، وأيضاً كنت أدعوه أن يحسن خاتمتي ويعجلها لشوقي إلى جواره، فهل دعائي بتعجيل خاتمتي هذا هو إثم عليّ أو خطأ ارتكبته؟

أرجو أن تفيدوني؛ لأني في حيرة شديدة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك في استشارة إسلام ويب، ونحن نحسب - أيتها الأخت الكريمة - أن الله سبحانه وتعالى قد فتح لك باب السعادة، ونسأله سبحانه تعالى أن يزيدك هدى وصلاحاً، ويحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، ويثبتك على ما أنت عليه.

أما تمني الموت على الصحة من غير خوف فتنة في الدين فإنه مكروه، وإن كان من تمناه ودعا به لا يأثم، لكن لا ينبغي له أن يفعل ذلك؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تمني الموت، كما جاء في صحيح البخاري فإنه عليه الصلاة والسلام قال: (لا يتمنين أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يُستعتب).

فالمؤمن حاله متردد بين الأمرين: إما أن يكون محسناً صالحاً فزيادة عمره تكون سبباً في زيادة طاعاته فترتفع درجته في الجنة، وإما أن يكون مسيئاً له بعض الذنوب فزيادة عمره فرصة له وإمهال أن يطلب من الله تعالى إزالة العتب عنه واللوم، بأن يستغفر ويطلب من الله عز وجل المغفرة والتجاوز، فعمر المؤمن - كما جاء الحديث - لا يزيد إلا خيراً، لهذا كره النبي صلى الله عليه وسلم له أن يتمنى الموت.

وأما عند نزول الموت به فلا بأس أن يتمنى حينها الموت، وأن يحسن له ربنا الختام؛ لأن هذا يشعر برضاه عن ربه سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم حين قاربه الموت قال: (اللهم الرفيق الأعلى) فاختار الرفيق الأعلى، ولكن هذا عندما نزل الموت، وأما عند الصحة وعدم وجود فتنة يخشى عليها من دينه فإنه يكره له أن يتمنى الموت لما سبق من الأحاديث.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحسن لنا ولك الختام، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً