الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يلعن كلما غضب... المشكلة والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود من فضيلتكم أن تنصحوني في كيفية التعامل أو التصرف مع زوجي، فإن لدي طفلاً عمره سنتان ونصف، وهو -ما شاء الله- كثير الحركة، وعنيد، وكثير الصراخ، وعندما يطلب من أبيه شيئاً ولا يعطيه له يظل الولد يصرخ بصوت عال حتى يغضب أبوه، وعندما يغضب يلعن الأب الولدَ، ويلعن العيال الذين مثله عدة مرات، وأنا أنصحه بأن لا يلعن فيغضب مني، وقد غضبت مرات عدة عندما يلعن، ولكن دون فائدة تذكر! حتى ونحن بالشارع يلعن، فلو أن شخصاً أخطأ وكاد يصطدم بنا يلعنه، فماذا أفعل معه حتى لا يلعن مرة أخرى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صالح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يبارك لكم في طفلكم، وأن يجعله قرة عين لكم، وأن يصلح الزوج، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ومرحباً بكم في موقعكم بين آباء وإخوان يتمنون لكم الخير.

ولا شك أن اللعن مرفوض، بل هو من الكبائر، وقد رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن تصحبهم الناقة التي لعنتها صاحبتها، فيكف يلعن الإنسان طفله أو إخوانه؟! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لعن المسلم فسوق، وقتاله كفر).

وأرجو أن تنصحيه بحكمة، وتختاري الأوقات المناسبة والألفاظ المناسبة عند النصح له، وإذا أردت أن تنصحيه فاذكري له أولاً محاسنه، وقولي له: لا يوجد مثلك لولا أنك ...... وسوف أكون سعيدة في اليوم الذي تترك فيه هذه العادة؛ لأنني أخاف عليك من غضب الله، وأخشى أن يعتاد طفلنا مثل هذه الألفاظ؛ لأن اللعن هو الطرد من رحمة الله الرحيم سبحانه.

وأرجو أن تحرصي على تفادي كل ما يُثير أعصابه، واجتهدي في معرفة أسباب صراخ طفلك، وتذكري أنه يمر في بداية سنوات العناد التي سوف تنتهي على أبواب السنة السادسة من عمره، والطفل المعاند لا تنفع معه كثرة الأوامر، وليس من مصلحته أن يرى العناد من والديه أو يجد منها عناداً مقابل عناده، وليس من المصلحة تلبية طلباته كلما صرخ وعاند.
كما أرجو أن لا تعطوه توجيهات تحتمل الإجابة بلا أو نعم، واشكروه وشجعوه، وأظهروا له الفرح عندما يترك العناد والصراخ، وإذا كان الصراخ والبكاء لأسبابٍ صحية فاعرضوه على الطبيب، ولا تظهروا الانزعاج، ولا تكثروا الشكوى من عناده.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتجنبي التوجيهات المباشرة لزوجك، فمن المصلحة أن تأتي بأشرطة وكتب تحرم اللعن، والأفضل أن تقولي: سمعت العلماء يقولون كذا؛ حتى لا يشعر أنك تريدين أن تعلميه، فيترفع عن قبول النصح، وأكثري من الدعاء لنفسك وله ولطفلك.

نسأل الله أن يقر عينك بصلاحهم أجمعين.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً