الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أرجع لخاطبي ثانية بعد فسخ الخطبة؟

السؤال

السلام عليكم .. أشكركم على مساعداتكم العظيمة، وجزاكم الله كل خير.

كنت مخطوبة من قريبي، وفي فترة الخطبة التي كانت شهرين لاحظت عليه التراجع من جهتي، فمثلاً كان لا يكلمني، ولا يرد أحياناً على مكالماتي، مع العلم أنه كان يحبني على حد قوله، وفي آخر اتصال لي به قلت له ما بك؟ فقال إنه يشعر أني كأخته، ولا يريد أن يظلمني، ويشعر أن زواجنا غلط، فقلت له فلننفصل، فقال لي لا، إنما دعيني أفكر قليلاً، فقلت له أبداً، فبعد هذا الكلام لا أقدر أكمل معك، وفي مكالمته لي كان مرتبكاً، وحديثه غير مرتب، وبعد مرور 4 أشهر على فسخ الخطوبة جاءت أخته، وقالت إن أخاها كان مسحوراً، وكانت تلمح أن أرجع له، وأنا الآن حائرة ما بين أن يكون ذلك مبرراً لكلام أخيها أو أنه كان مسحوراً بالفعل، فكيف أتحقق أنه كان مسحوراً؟ وكيف أتأكد من صدق نيته؟ وهل أرجع إليه بعد ذلك الكلام؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

نصيحتنا لك -أيتها الكريمة- أن تنظري في حال هذا الخاطب، فإن كان حسن الديانة حسن الخلق، فنصيحتنا لك أن تقبلي به ولو كان للمرة الثانية، فإنه ربما كان صادقًا فيما تعرض له من قبل، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

وفسخه للخطبة أولاً لا ينبغي أن يكون مانعًا لك من أن تقبلي به للمرة الثانية إذا كان هو الرجل المناسب لك، وكنت تجدين في نفسك الميل إليه والقبول به، فلا ينبغي أن ترديه لهذا السبب فقط، فنصيحتنا لك أن تقبلي به ما دام قد بادر هو بالاعتذار، وأقر أهله بأنه كان يُعاني من السحر، وهذا ليس شيئًا مستبعدًا.

ونوصيك -أيتها الكريمة- باستخارة الله سبحانه وتعالى، فتدعين بدعاء الاستخارة، وما قدره الله عز وجل لك سيكون.

وما قاله هذا الرجل من قبل لا يُشعر بأي نوع من الأذى لك أو التنقص منك أو نحو ذلك، بل كلماته التي قالها قد تكون قرينة واضحة على أنه كان يُعاني وضعًا غير مألوف وغير طبيعي، فيشعر بعدم الميل لك وعدم الحاجة إليك كزوجة، وهذه الكلمات قد تكون -بل هذا هو الظاهر- مصداقًا لما كان يشتكي منه.. فهذه نصيحتنا -أيتها الكريمة- ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير.

وأهم ما نحتاج أن نوصيك به ونذكرك به -أيتها العزيزة- وهي نصيحة من يرجو لك الخير ويأمل لك السعادة أن تلتزمي حدود الله سبحانه وتعالى في العلاقة مع هذا الرجل قبل العقد الشرعي؛ فإن الخاطب أجنبي عن المخطوبة يجب عليها وعليه أن يلتزما كل الأحكام التي تكون بين الرجل وبين المرأة الأجنبية، فلا تضعي حجابك أمامه، ولا تكلميه بكلام فيه لين وخضوع، ولا يجوز لك أن تختلي به، أو تمكنيه من أن يلمس شيئًا من بدنك، كل هذه محرمات منعها الله سبحانه وتعالى حفاظًا عليك ورفقًا بك، ورفعة لمقامك في أعين الناس، وإن كثيراً من الفشل في الحياة الزوجية سببه الأكيد -أيتها الكريمة- تساهل الخاطب والمخطوبة في فترة الخطبة، فيتمكن الخاطب من النظر إليها والجلوس معها حتى يملها وتمله، ثم يكون الفراق عن قريب.

فكوني على ثقة -أيتها الكريمة- بأن ما جاء به الله سبحانه وتعالى ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تعاليم وآداب المقصود بذلك كله حفظك، والحفاظ على سعادتك في حياتك الزوجية، فإذا قبلت بهذا الخاطب فلا تمكنيه من شيء مما ذكرناه من قبل حتى يتم العقد الشرعي عليك، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً