الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضايا طبية في السيروتونين وأدويته وأدوية الإقلاع عن التدخين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الجهود والخدمات الجليلة، وأشكر الدكتور محمد عبد العليم على جهوده وكرمه، ولدي استفسارات عن الآتي:

1- ما هي مشتقات السيروتونين وكم عددها؟

2- هل يوجد فرق بين أدوية السيروتونين من ناحية التعامل مع المشتق؟

3- هل هناك تداخل أو خطر عند استخدام البروزاك مع المضادات أو الحبوب المنشطة (الكبتاجون مثلاً)؟

4- هل توجد أبحاث أو آفاق جديدة لعلاج الرهاب غير مجموعة السيروتونين؟

5- كم مدة بقاء البروزاك بالدم، وهل يوجد تحليل يكشف وجود المادة الفعالة؟

6- ما هو أفضل دواء للرهاب الخفيف خاصة أثناء التحدث؟

7- هل يوجد دواء يقضي على الرغبة النفسية تجاه التدخين؟

شكرا لك وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

إن مشتقات السيروتونين متعددة، وهي حوالي سبعة الآن، وكلها ذات وظائف مختلفة.

أما سؤالك: هل يوجد فرق بين أدوية السيروتونين من ناحية التعامل مع المشتق؟

نعم بالطبع يوجد فرق، ولذا نجد أن بعض الأدوية تعالج القلق وأخرى تعالج الاكتئاب وأخرى تعالج المخاوف، وذلك لأنه يُعتقد أن مشتقات هذه المادة (السيروتونين) متخصصة من الناحية السببية في الأعراض التي تظهر على الناس.

بالنسبة لموضوع التداخل أو الخطر عند استخدام البروزاك مع المضادات أو الحبوب المنشطة؛ فالبروزاك يعتبر من الأدوية التي تؤدي إلى رفع درجة اليقظة عند الإنسان، والكبتاجون يعمل من خلال زيادة إفراز مادة (دوبامين) أيضاً، قد يتأثر من تناول الكبتاجون، والبروزاك يعمل على إفراز مادة السيروتونين، فلذا هنالك نوع من التداخل الكيميائي لا نستطيع أن نتجاهله، وكما ذكرت لك فالبروزاك يؤدي إلى زيادة اليقظة، والكبتاجون أيضاً يؤدي إلى زيادة اليقظة والنشاط، وهذا يعني أن الفعالية ربما تضاعف، وهذه بالطبع لها آثارها السلبية التي قد تبدو على الإنسان، وقد يصل إلى مرحلة التسمم الدوائي لأيّ منهما بسرعة أكبر.

الحذر ثم الحذر من التعاطي مع مثل هذه الأشياء، وأنا أعرف أن سؤالك هو مجرد سؤال، وما قلته لك أيضاً هو حقائق علمية صحيحة إن شاء الله تعالى، وأشكرك حقّاً على هذا السؤال.

سؤالك: هل يوجد أبحاث أو أفكار جديدة لعلاج الرهاب غير مجموعة السيروتونين؟

حقيقة لا توجد أدوية الآن فعالة في علاج الرهاب الاجتماعي وكل أنواع الرهاب، إلا الأدوية التي تعمل من خلال السيروتونين.

هنالك الآن دواء يعرف بـ(Valdoxan)، هذا الدواء في الأصل مضاد للاكتئاب، وهو يعمل من خلال مادة المليتونين، وهنالك بعض الاتجاهات تقول: إنه ربما يساعد في القلق المرتبط بالرهاب، وإن كان هو في الأصل مضاداً للاكتئاب النفسي.

كان في الماضي توجد أدوية قديمة، وهذه الأدوية تسمى بـ (Mois) ومنها دواء يعرف باسم (نارديل)، هذه الأدوية أيضاً كانت ذات فعالية حقيقة في علاج الرهاب، وهي تعمل من خلال النورأدرنيل أكثر، ولا تعمل من خلال السيروتونين بصورة مباشرة.

بالنسبة لسؤالك الآخر وهو: كم مدة بقاء البروزاك في الدم؟ وهل يوجد تحليل يكشف وجود المادة الفعالة؟

أخي الكريم! من خلال عمليات الاستقلاب والتمثيل الأيضي للبروزاك يتحول إلى مادة تعرف (نورفلوكستين)، وهذا هو المكون أو الإفراز الثانوي للبروزاك، والذي يعرف باسم (فلوكستين)، وهذه المادة قد تظل لفترة تتراوح من اثنتين وسبعين إلى ست وتسعين ساعة في الدم، وهذه من الأشياء الإيجابية جدّاً؛ لأن معظم الأدوية التي تعمل من خلال السيروتونين حين يتوقف عنها الإنسان فجأة قد تحدث منها آثار انسحابية، ولكن هذه الظاهرة لا نشاهدها في حالة استعمال البروزاك، وذلك نسبة لتوافر هذه الإفرازات الثانوية والتي تظل في الدم لفترة.

سؤالك: ما هو أفضل دواء للرهاب الخفيف خاصة أثناء التحدث؟

هنالك إجماع تام أن اللسترال والذي يعرف باسم (سيرترالين)، وكذلك الزيروكسات والذي يعرف باسم (باروكستين)، والآن هنالك إشارات قوية جدّاً أن السبرالكس (إستالوبرام) نستطيع أن نقول: إنها هي الأدوية الأفضل لعلاج الرهاب، وبعض الناس وجد أن تناول الإندرال عند اللزوم أيضاً يساعد كثيراً، وبعض الناس يتناول الزاناكس عند المواجهة مع الآخرين وكذلك التحدث.

إذن هنالك فوارق شخصية في استجابة الناس لهذه الأدوية، ولكن نستطيع أن نقول: إن الزيروكسات واللسترال ما زالا هما الأفضل، ولا شك أن أي علاج دوائي للرهاب الاجتماعي لابد أن يُدعم بالبرامج السلوكية.

سؤالك: هل يوجد دواء يقضي على الرغبة النفسية تجاه التدخين؟

نعم، فكما تعرف أن الدواء الذي يعرف باسم (زبيان Zeuban) والذي يسمى علمياً باسم (ببربيون Bupropion) هو الدواء المعروف والمشهور والذي يقلل الرغبة في التدخين، وهذا الدواء في الأصل هو مضاد للاكتئاب، وحتى تفرق الشركات ما بين استعماله للاكتئاب واستعماله لمحاربة التدخين أُعطي اسماً تجارياً آخر في حالة استعماله من أجل الاكتئاب، واسمه التجاري الآخر هو (وليبيوترين Wellbutrin)، وتقريباً هذا هو الدواء الذي أثبت فعاليته في المساعدة على الإقلاع عن التدخين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع (إسلام ويب).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً