الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالخجل من النظر في عيون الناس عند محاورتهم والناتج عن القلق

السؤال

السلام عليكم.

بداية أشكركم على موقعكم الرائع وما تقدمونه من خدمة للناس، أنا فتاة عمري 24 سنة، أعمل معيدة في إحدى الجامعات، أحب أن أكلم زملائي وزميلاتي بالغرفة التي أعمل فيها وأشاركهم رأيي، وأي نشاط يقومون به، وأساعدهم إذا احتاجوا المساعدة.

مشكلتي هي أني عندما أتحدث مع أحد فأنا لا أستطيع النظر إلى عيون محدثي، وخاصة الذكور، لأني أخجل من النظر، وأحس أني أتعمق في النظر إلى عيون محدثي، لذلك فأنا أصرف وجهي للنظر لأي شيء، ولكن هذا التصرف قد يفهم الطرف الثاني منه بأني غير مهتمة بحديثه، أو لا أريد التكلم معه، لكن تصرفي هذا بدون قصد، ولكني لا أستطيع النظر بشكل متواصل إلى عيون المقابل، وهذا الفعل يضايقني جداً.

ما سبب ذلك؟ أريد حلاً لمشكلتي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تمارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن هذه الحالة التي تمرين بها من وجهة نظري لا تمثل علة مرضية مطلقاً، إنما هي ظاهرة بسيطة ربما تكون بدأت بشيء من الخوف الاجتماعي البسيط، وبعد ذلك تحولت إلى نوع من الوساوس، خاصة فيما يخص مشاعرك أنك تتعمقين في النظر إلى عيون محدثك، هذا من وجهة نظري قلق وسواسي بسيط، وقد يكون مرتبطاً بحالة الخوف الذي أنشأ لديك هذا القلق والخجل الاجتماعي البسيط.

هذا الأمر يعالج بالتجاهل، والتجاهل يأتي من خلال أن لا تعطي لهذا الحدث أي قيمة، ولا تعطيه تفسيرات فوق الطاقة، فهي ظاهرة بسيطة كما ذكرت لك، ويمكنك التخلص منها من خلال إعطائها تفسيرات أخرى، قولي لنفسك: (تجنبي للنظر والتركيز في وجوه الذكور هو محمدة حقيقية، خاصة هم ليسوا من محارمي، والذي أقوم به يجب أن لا أعتبره علة في نفسي).

ثانياً: أنصحك بأن لا تراقبي نفسك كثيراً حيال هذا الأمر، فالإنسان حين يدقق ويتفحص ويفرض رقابة صارمة وملاحظة شديدة وثاقبة على مثل هذه الظواهر الوسواسية القلقية البسيطة، سوف يؤدي ذلك إلى تدعيم وتقوية السلوك.

كثيراً ما تستجيب مثل هذه الحالات للأدوية المضادة للخوف الاجتماعي، وإن لم يكن صورة الخوف واضحة، لكن أعتقد أن هنالك شيء من هذا، أو على الأقل كانت البدايات قائمة على ذلك، والمشاعر الوسواسية أيضاً سوف يخلصك منها الدواء تماماً.

من أفضل الأدوية دواء يعرف باسم (زيروكسات) واسمه العلمي (باروكستين) يمكنك أن تتناوليه بجرعة نصف حبة، وهذا يعادل عشرة مليجرام، تناوليها يومياً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الزيروكسات، والذي هو من الأدوية الطيبة والفاعلة والسليمة وغير الإدمانية.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والحالة كما ذكرت لك بسيطة، أما السبب فغالباً كما ذكرت لك هي قلق، والقلق كثيرً لا يكون له أي أسباب، أو يكون ناتجاً من خبرة وتجربة سابقة تعرضت فيها لموقف أدى لشيء من الخوف والتجنب، وعموماً هذه أمور عارضة في حياة الناس، وأكرر مرة أخرى أن التجاهل يعتبر من أسس العلاج الرئيسية لمثل هذه الحالات البسيطة، وعليك أن تكثري بالطبع من المواجهة، لا تتجنبي أبداً، أكثري من هذه المواجهات؛ لأن التعريض أيضاً هو مبدأ مطلوب في مواجهة مثل هذه الحالات وتعديل السلوك بما يرضي الإنسان إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وتذكري دائماً أن الله تعالى قد أنعم عليك بهذه الوظيفة، وإن شاء الله تعالى تصلين لدرجة الأستاذية، ويكون لك شأن في تخصصك بإذن الله تعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب Barkoka

    السلام... انا ايضا. اعاني من هذا الامر وكدت اجن وضاعت علي فرص كثيرة لحياة افضل... الحمد لله على كل حال... المهم... الثقة في النفس...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً