الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الصدمات في مرحلة الطفولة تؤدي إلى الوسواس القهري؟

السؤال

عندما كنت طفلاً وحتى سنوات مراهقتي، أتذكر حدوث ظاهرة غريبة، كانت تحيرني ولم أستطع فهمها أو تفسيرها.

كانت هذه التجربة تحدث بشكل متقطع، وتستمر لبضع دقائق أو ثوانٍ، متى ما حدثت أشعر بفراغ، خاصة عندما لا يكون هناك أحد بجانبي، وكان الأمر مقلقاً ومخيفاً عندما كانت تحدث، صورة معينة مرتبطة بلعبة كنت قد لعبتها كانت تتبادر إلى ذهني، خلال هذا الوقت كنت أشعر بالتشوش، وقد أطرح أسئلة غريبة أو أقول أشياء غريبة، على الرغم من كوني واعيًا، أتذكر مروري بهذه الحلقة في الفصل الدراسي؛ حيث سألت صديقي دون سبب واضح إذا كان يعاني من صداع، إنها حلقة وجيزة ومقلقة!

وأشعر أيضاً بإحساس (ديجافو)، وبينما لا يحدث هذا بعد الآن، اكتشفت لاحقًا أنني أعاني من اضطراب وسواس قهري، وبدأت في تلقي العلاج، فهل يمكن أن يكون بسبب صدمة حدثت في طفولتي والتي يحاول دماغي نسيانها؟ (لا أتذكر حتى أنني مررت بصدمة)، فما هي أسباب تلك النوبات؟ على الرغم من أنني كنت واعيًا تمامًا عندما تحدث، وهل لها علاقة بالوسواس القهري الذي أعاني منه؟ ولماذا أعاني من الوسواس القهري أصلاً؟

لقد عانيت أيضًا من القلق الاجتماعي، لكنني تعافيت منه، كما تعاملت مع مشكلة التبول المتكرر منذ الطفولة، وبكميات كبيرة قد تستمر لدقائق أو ساعات، وتحدث بشكل متقطع.

لا أهتم حتى بمظهري، ووزني أعلى قليلاً مما يجب، لا أمارس الرياضة، وغالبًا ما أفتقر إلى الحماس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعاني منه هو اضطراب القلق النفسي والوسواس القهري، وهي اضطرابات نفسية واسعة الانتشار، وهي مزمنة، وتبدأ في سن مبكر، وتؤثر على التكيف الاجتماعي والوظيفي، وتفقد المريض الاستمتاع بالحياة؛ حيث يقضي الإنسان فترات طويلة في الانشغال بأفكار سلبية مزعجة، وتكرار طقوس واندفاعات سلوكية، في محاولة للتخلص من القلق المصاحب لتلك الأفكار.

مع طول فترة المرض قد يؤدي إلى الشعور بالإحباط، وفقد الثقة بالنفس، والشعور بالذنب، ولوم الذات، والانسحاب الاجتماعي، وفقدان الحماس، والرغبة في ممارسة الأنشطة المختلفة، أما مشكلة التبول المتكرر؛ فهي أحد أعراض القلق النفسي.

قد يظهر المرض دون التعرض لصدمات نفسية؛ بسبب الاستعداد الوراثي، وقد يكون انعكاساً لتجارب شخصية مكتسبة، أو تأثير بيئي وثقافي في مراحل سنية مختلفة.

هناك تطور علمي كبير في التشخيص والعلاج، ويشمل العلاج النفسي، والتثقيف حول الأسباب والأعراض، وكيفية التخلص منها بطرق مختلفة، وبناء الثقة بالنفس، والعلاج الدوائي، ويشمل مضادات الاكتئاب، مثل: عقار فافرين 100 مج إلى 300 مج، أو سيبرالكس 10-20 مج يومياً أو انفرانيل 50 مج إلى 200 مج، وسيروكسات 20 مج إلى 40 مج أو عقار زولوفت 50 مج إلى 200 مج يومياً.

ونظراً لأن اضطرابات القلق النفسي مزمنة، وتتراوح بين التحسن والانتكاسة، وتحتاج إلى بناء علاقة علاجية مع الطبيب النفسي والفريق المساعد، أنصح بأن تتوجه إلى أي من العيادات النفسية، وتأكد أنك سوف تلاحظ اختلافاً كبيراً في حياتك إلى الأفضل -إن شاء الله-، فقط لا تتردد، وابدأ في خطوات العلاج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً