الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفوق خطيبتي عليّ دراسياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 25 عاماً، أشتغل مدرس لغة عربية، وكان مجموعي في الثانوية العامة 85% شعبة أدبي، وأنا الآن خاطب لفتاة عمرها 23 عاماً، وكان مجموعها في الثانوية العامة 90% شعبة علمي، فهل - يا شيخ - هذه الفتاة أذكى مني؟ لأن بطبيعة الأمر الشعبة العلمية أصعب في التحصيل - أظن ذلك - لأن بها مادة الرياضيات والفيزياء والكيمياء.

وهذا وسواس كبير جداً؛ لأني أعتقد أنها أذكى مني، فهل أتركها؟ وهل حديث: ( ناقصات عقل ) يعطيني أملاً ولو بسيطاً أني أفضل في هذا الجزء، أني أكمل منها في العقل؟ وهل حديث: ( من ترك شيئاً لله ) يعطيني أملاً أني إذا تزوجتها وتركت مسألة أنها أذكى مني وأفضل مني، سيعطيني ربي أفضل من الذكاء أو ذكاء مثله؟

آسف على الإطالة، أنا تعبان جداً من ذلك، أفيدوني وفقكم الله وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك - أيها الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

ابتداءً نقول: إن الذكاء لا يُعرف قطعياً بما يحصل عليه الشاب أو الشابة من معدل في الثانوية العامة، فقد يكون الشاب ذكيّاً قادراً على التحصيل لكن يوافق الامتحان ظروفاً غير مناسبة له، فيحصل على درجة أدنى، فهذا المجموع أمارة بلا شك على استيعاب الشخص وحسن تحصيله، ولكنه ليس دليلاً قطعياً على مقدار ذكائه، هذا أولاً.

ثم الناس يتفاوتون في ميولهم للعلوم، فبعضهم يميل للعلوم العلمية التي تحتاج إلى فهم، وبعض آخر يميل للعلوم العلمية التي تحتاج إلى حفظ.

والقدرة على الفهم أو القدرة على الحفظ هي أرزاق يقسمها الله سبحانه وتعالى بين العباد، رجالاً كانوا أو إناثاً، وهذا كله لا أثر له على الزواج من قريب أو من بعيد، فنحن نرجو أن تزيح عن كاهلك هذه الهموم، وهي في الحقيقة هموم وهمية لا ينبغي أن تعيرها اهتماماً، فكن واثقاً من نفسك، وأن القِوامة وضعها الله عز وجل في يد الرجل لحسن تدبيره للأمور، وليس لكونه رجلاً فقط، ولكن لأنه أقدر على القيام على شئون الأسرة بتحقيق مصلحة الجميع.

وإذا رأت المرأة في زوجها الكفاءة في قيادة الأسرة وحسن تدبيره للأمور، وحسن تعامله مع الزوجة، فإنها بلا شك تشعر بالطمأنينة والأمان، وهي بنفسها أيضاً تشعر بأنها تحتاج إلى ظل زوجها وتشعر بضعفها أمامه، فهذه فطرة المرأة التي فطرها الله عز وجل عليها.

فنرجو أن لا يحمل هذا الهم لديك جزءاً من اهتماماتك، وهو هل الزوجة أذكى منك أم ليست أذكى منك؟ فإن هذا لا يؤثر على العلاقة الزوجية إذا كنت قادراً على القيام بشئون الأسرة على الوجه الذي ينبغي.

نحن نوصيك - أيها الحبيب - أن تحسن علاقتك بزوجتك إذا تزوجت، وأن تكون قائماً عليها بما أمرك الله عز وجل بالقيام به من أداء الحقوق لها وحسن المعاشرة لها، وهذا كافٍ - إن شاء الله - لإقامة حياة أسرية سعيدة، وإن كانت الزوجة تتميز بعد ذلك عنك ببعض الميزات في جوانب دراستها، كما أنك تتميز عنها في جوانب أخرى، فنرجو أن لا يكون هذا محلاً للاهتمام منك والمبالغة فيه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً