الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستعداد للامتحانات بشكل جاد لا يمنع من مساعدة بعض الزملاء فيما يصعب عليهم

السؤال

أنا طالب أدرس بالجامعة، فهل يُطلب مني أن أكون الأول على دفعتي؟ ولماذا؟ إن كانت الإجابة بنعم، فهذا يتطلب مني أن أنعزل غالباً عن الأحداث وعن مساعدة الآخرين، فمثلاً يحدث لي مراراً وتكراراً أن أجد من لا يحضر المحاضرات ولا ينتبه للدراسة إلا أيام الامتحانات، فيقبل علي ويطلب مني أن أساعده في أوقات حرجة، ولأن الهدف هو نيل رضا الرحمن أولاً وأخيراً فقد يضيع وقت مراجعة ما قبل الامتحانات في مساعدة من قصّر طوال العام، والرد على التليفونات، والخروج لتصوير الأوراق ونحو ذلك، وبالتالي يؤثر هذا على الاستعداد للامتحان، فأشعر بذلك أنني بهذا أظلم نفسي وأضيع جهدي، فهل يجوز الانقطاع عن العالم الخارجي وتوحيد الهدف؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الفلاح في أن يتقدم الإنسان الركب، وأن يطلب المعالي، والمرء حيث يضع نفسه، والمسارعة في الخير مطلوبة، والسبق في كل شيء فلاح ومنقبة، ولكل مجتهد نصيب، فاختر لنفسك أحسن المراتب، وحدد لها أكبر الأهداف، وتفوق وتقدم ولكن دون كبر أو عُجب أو غرور، وتذكر أن الفضل لله، وأن الفلاح بيد الله، وقد أحسن من قال:
إذا لم يك توفيق من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده.

لا تقصر في مساعدة إخوانك حسب استطاعتك، واعلم أن مساعدة الآخرين من أسباب النجاح، ومن كان في حاجة إخوانه كان العظيم في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه، فابذل الأسباب، ثم توكل على الكريم الوهاب، وتوجه لمن لا يغفل ولا ينام، وتجنب معصية الواحد الديان، واحرص على بر الوالدين، وعامل الخلق بالإحسان.

أرجو أن يدرك الجميع أن النجاح الأكاديمي جزء من النجاح، وأن التواصل مع الناس والتفاعل معهم ومخالطتهم والصبر على أذاهم من أكبر أسباب الفلاح، ولذلك فإن نجاح الإنسان في الحياة يحتاج مع التفوق الأكاديمي إلى ذكاء اجتماعي وتواصل عاطفي ودربة في الحياة، وهذا علم لا يوجد في الكتب وحدها، ولكنه ثمرة من ثمرات التفاعل الإيجابي والمخالطة الرشيدة.

لا شك أن حاجة النفس لها موضعها في المقدمة، ولكن الإيثار منزلة رفيعة، وإذا كان إخوانك يحتاجون إلى مساعدتك، فهيئ نفسك لما يطلبونه منك، ونظم وقت مراجعتك، وخصص أوقاتاً لزملائك، واقصد بكل ذلك وجه الله، وتذكر أن خير الناس أنفعهم للناس، واحمد الذي أعطاك قدرة على مساعدتهم، وإذا أثنى عليك الناس فاجعل ثناءك على رب الناس.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأكثر من شكر المنعم، فبالشكر تدوم النعم، وبالشكر تنال المزيد، نسأل الله أن يرفع قدرك، وأن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يلهمك رشدك والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً